تفاؤل لا يشوبه القلق

آراء 2021/10/11
...

 قاسم موزان 
 
بعد نجاح لافت للتصويت الخاص للقوات الامنية وجرت عملية الاقتراع بانساببية عالية وحققت نسبة كبيرة من الانجاز، وهذا يدل على الوعي والنضوج، واستكمالا لما بدأته الاجهزة الامنية، فالعراقيون كانوا مع موعد مع إجراء الانتخابات التشريعية المبكرة والادلاء بأصواتهم في حرية وشفافية من دون ضغوط او تهديدات، وسط تفاؤل بنجاح التجربة الجديدة اجل تأسيس مجلس نواب فاعل قادر على تشريع القوانين والتشريعات المهمة، التي تصب في مصلحة المواطن واشباع حاجاته الأساسية وتوزيع عادل للثروة، لا شك ان الانسان المواطن بعد سنوات الظلم قبل التغيير والتهميش والاقصاء، مازال يعاني من تخلف الخدمات الانسانية جراء السياسات الخاطئة التي تسببت في تعميق شجبه، مع بطء في اعمال اللجان النيابية، التى رزحت هي الاخرى تحت وصاية المحاصصة وخضوعها للمساومات الضيقة من جهات معينة، مع ضعف واضح في مراقبة الاداء الحكومي، وهذا بحد ذاته شكل نفورا شعبيا، فضلا عن اصطفافات الهويات الفرعية داخل المجلس الذي يكاد يكون علنيا، مع تبادل الاتهامات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. 
 تكتسب الانتخابات اهمية استثنائية في تاريخ العراق تاتي هذه المرة، استجابة لاشتراطات الحراك المدني في تظاهرات تشرين المطالبة بانتخابات مبكرة، بغية احداث اصلاحات نوعية في بنية العملية السياسية، التي اصابها الشلل ورأب الصدع في مفاصلها، خصوصا في ما يتعلق بتفشي الفساد المالي والاداري وانصاف في توزيع الوظائف العامة، وتوفير فرص للعاطلين عن العمل، بتشريع قوانين الاستثمارالحقيقية لامتصاص البطالة واستثمار الايدي العاملة المبدعة.
الناخب أصبح اكثر وعيا في اختيار مرشحه الانسب في حرية تامة، بعيدا عن الضغوطات العاطفية او العرقية او الطائفية او التاثيرات المادية، واختيار مرشحه وفق رؤية موضوعية لبرنامجه وما يمكن ان يقدمه للشعب داخل المجلس، وعلى الرغم من اجواء التفاؤل في انتخابات تنافسية عادلة بين المرشحين المتنافسين على المقاعد النيابية، الا أن هناك أصوات نشاز ما زالت ترتفع للتشكيك في نزاهة الانتخابات قبل اجرائها اوتزويرها والتلاعب بنتائجها على نحو مريب، او انها محسومة وان تغيرت اسماء المرشحين، هذه الانتخابات ليست كمثيلتها لانتاج مجلس نواب ضعيف، وان السيطرة لن تكون لصالح كتل او احزاب بعينها، لقد ارتفع منسوب وعي الناخب الى درجة عالية من النضج السياسي بأهمية انتخابات تخلو من التاثيرات العرقية او الطائفية او المناطقية بفعل المؤثر العاطفي.