عيون على البلاد

آراء 2021/10/11
...

   ابراهيم سبتي
 
شغلت الانتخابات البرلمانية العراقية، وكالات الانباء العالمية ونشرات الاخبار والاعلام الدولي والاقليمي، طيلة الاسابيع التي سبقت يوم اجراء الانتخابات وستبقى الخبر الاول والرئيسي حتى بعد يوم الانتخابات لمدة طويلة. إن الشأن العراقي بات يشغل الاهتمام الاقليمي والدولي وهو ما يفسر الاهمية الستراتيجية للعراق كدولة مهمة، ولها تأثيرها ودورها في المنطقة. 
ان وكالات الانباء العالمية والصحف الشهيرة، لا تتحدث عن دولة ثانوية او غير رئيسة او هامشية، بل انها تعرف جيدا ان أي خبر عن العراق سيتلقفه العالم، لا سيما أن التحولات في النظام السياسي وخاصة بعد 2003، سجلت حضورا في المتابعة الدولية وتوجهت الانظار الى درس الديمقراطية الجديد، الذي بدأ متلكئا واريد له ولادة عرجاء من قبل دوائر وتنظيمات لا يروق لها التغيير المدوي بعد 2003 . 
فعملت على اختراق بنية المجتمع العراقي من خلال الافكار الطائفية المريضة، التي ولدت ميتة رغم انها عملت عن طريق القتل على الهوية وبث روح الانقسام في بنية المجتمع. لكن تلك النوايا والافعال اصطدمت بحيطان وسواتر من الرفض وبالتالي هدم تلك الافكار وتدميرها قبل ان تستفحل وتتغلغل. إن أي فعل سياسي في العراق سينعكس بالتأكيد على الواقع العربي والاقليمي والدولي عبر وكالات الانباء والصحف والاعلام برمته، باعتبار ان العراق دولة لها ثقلها الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والديني وسواها من التأثيرات الاخرى المترابطة. فالمراقب للإعلام وحركته الفاعلة خلال الاسابيع الماضية والتي سبقت يوم الاقتراع على مجلس النواب الجديد، سيرى ان العراق واخباره كان حاضرا وبشدة وبتحليل وتمحيص وتركيز لشؤونه كافة. 
وهو امر يجري في ذات الاهتمام للقضايا العالمية والاقليمية المهمة والتي تمس الدول والانظمة التي لها علاقة بتلك الدولة او هذه .. وبنظرة فاحصة لما تناولته الوكالات والاعلام بجميع صنوفه، سنجد انه يحلل ما سينتج عنه بعد الانتخابات وما اذا كانت النتائج ستؤثر في دول الاقليم او العالم من النواحي كافة. ولان العراق كان له شأن مهم في كل الحقب السالفة فانه سيظل خبرا رئيسيا مهما، مهما كانت توجهات هذه الوكالة او تلك الصحيفة. فكلاهما فرض على نفسه الاهتمام بقضايا العراق وربما ليس بمحبة او رغبة في بنائه واستقراره، بل لكون ما يدور هنا لا يمكن ان يُهمل او يُركن على جنب ابدا. 
وهكذا تكون الدول المهمة اعلاميا، عبارة عن احاديت واخبار وشروحات تترى ليل نهار وبأوقات متزاحمة، حتى يخيل للمتابع ان هذه الوكالات والدول باتت شريكة للعراقيين في معيشتهم واحوالهم. إن اجراء الانتخابات البرلمانية للدورة الخامسة، هي بمثابة تحقيق للوعد الذي قطعته الحكومة على نفسها في اجراء انتخابات مبكرة، وهو مطلب شعبي ووطني اريد له التغيير وتسجيل طفرة سياسية في النظام الحالي، نحو افاق ربما لم تكن ملموسة. وهو امر سيبقى محل ترحيب لكل التواقين للتغيير وتقوية لركائز البناء الجديد الذي ظل مثار نشرات الاخبار الدولية والتي كانت تسجل كل ما يحدث في العراق، حتى ولو كان الخبر صغيرا لكنهم يقومون مباشرة بإنشاء غرف عمليات لشرحه وتحليله واظهار مدياته وتشعباته وافاقه وامتداداته. 
انه السعي الاعلامي المحموم و المرتكز على الاحداث والافعال، التي تجري على الارض العراقية وتمعن فيها تحليلا وشرحا والغوص في التنبؤات والاستنتاجات لغرض معرفة ما سيؤول له الوضع السياسي والمراهنة على ما سيقع لاحقا من احداث ربما لن تكون يوما متوقعة في حساباتهم. إنه العراق الذي لا يمكن تجريده من عمقه الحضاري ولا من عبقرية علمائه ولا من ابداع ادبائه، ولا من كنوزه وثرواته ولا من موقعه وارضه ولا من خيراته ولا من كرمه ونبل ناسه وطيبتهم. انها وحدة متراصة لا تتجزأ، لذا كان الاهتمام الاعلامي على اشده في الامس واليوم وغدا وعلى طول المدى.