الإعلام وإدارة المجتمعات

آراء 2021/10/14
...

  د. محمد وليد صالح
 
فالمستويات الفعلية للإعلام الاجتماعي تبدأ من البحث عن التفاعلية الحقيقية، سواء أكانت عن قرب أم عبر الميديا، لأن متلقي الرسالة شريك يتمتع بالاستقلالية وليس متلقيا سلبيا، وعليه تعتمد العلاقات التفاعلية على الحوار المتوازن بوساطة وسائل التعبير وإمكاناته، ولكل محاور بأن يجيب بطريقة لا تكون مقبولة سلفاً من المرسل أو الوسيط أو الوسيلة الإعلامية، وإذا تم اللجوء إلى وسيط لأسباب تقنية، فأن الأخير يجب ألا يشكل عائقاً للحوار، بل على العكس ان يكون بخدمته في إطار نظرة بديلة أو مختلفة للحياة السياسية والثقافية والاجتماعية. 
وبهذا يكون التلقي التقني للرسالة وفعاليتها، فالاتصال يهدف إلى تغيير أما الاستعدادات والميول الفكرية، وأما إلى تغيير السلوكيات، أي الانتقال إلى الفعل، وذلك يحث المتلقي، أما على الانضمام إلى السجل المعرفي أو السجل العاطفي، لكون الرسالة في الواقع حتى وان كانت تحمل إعلاماً ضعيفاً، فهي ليست محايدة أبداً، لا للمرسل ولا للمتلقي، بل ان الجانب المعرفي والجانب العاطفي يشكلان جزأين أساسين من كل اتصال ذي هدف، إذ إن النتيجة التي يصل اليها الإعلام أو الاقناع، بوعي أو بلا وعي، تعود إلى مجالي المعرفة والعاطفة، وفي نسب مختلفة من رسالة إلى أخرى. 
وتظهر التفاعلية بصفة خاصة في المواقع الالكترونية على شبكة الإنترنت والتطبيقات الإعلامية على الأجهزة الذكية، إذ تتيح هذه التطبيقات سهولة التصفح والتنقل وإمكانية الرد على الرسائل المعروضة ومخاطبة المرسل في الحال والحصول على استجابة فورية، وتوافر هذه الوسائل تلقي الإذاعة والتلفزيون بأسلوب تفاعلي. 
وبالتالي فمنظومة الاتصال المؤسسي والإعلامي، لابد ان تعمل على وفق مراحل تنبيه وتحفيز، من طريق متابعة جهود الاتصال الداخلي للمجتمع بوصفه القطاع الثالث، وتشجيع البحث حول تعزيز اتصال المجتمع المدني، وتوسيع مجال تدريب الإعلاميين على العمل الاجتماعي من أجل تطوير قطاع إعلامي مستقل. 
فالرسالة الإعلامية عملية التبادل بين النخبة والمسؤولين والمواطنين، سواء أكانت المسموعة أم المرئية، التي تسمح للمواطن للاقتراب أكثر من مراكز صناعة القرار السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتعطي المسؤولين والنخبة والمواطنين وسيلة لإدارة المجتمعات.