قراءة في الواقع الانتخابي

آراء 2021/10/17
...

  اياد مهدي عباس
 
منْ خلال قراءة سريعة وواقعية للانتخابات العراقية 2021 وما تم اعلانه من نتائج اولية نجد ان خيارات الناخب العراقي اصبحت اكثر نضجا بسبب الخبرة المتراكمة لاكثر من دورة انتخابية منذ 2003 وحتى الان واصبحت البوصلة الانتخابية بنسبة معينة تتجه صوب المرشح صاحب الكفاءة والنزاهة بعيدا عن الاختيارات التي تعتمد القومية والحزبية والمناطقية حيث نجد ان الناخب العراقي اصبح يتابع الاداء السياسي بوعي اكبر وبخبرة اوسع وذلك بعد مشاركته في اكثر من انتخابات على مدى السنوات الماضية .
الوعي الجماهيري يجب ان يقابله وعي النخب السياسية الفائزة وتلبية مطالب الشعب في تشكيل حكومة وطنية تتمكن من تحقيق مطالب المواطن العراقي الذي عبر عنها في اكثر من تظاهرة شعبية .فعلى القوى السياسية ان تمتلك الوعي الديمقراطي الذي يؤهلها لإدراك إن السياسة هي فن الممكن وان التفاوض في قضية تشكيل الحكومة لا بد من ان يكون وفق المصالح الوطنية العليا وتحقيق تطلعات المواطن العراقي ومن جانب اخر على القوى السياسية الفائزة ان تعي اهمية ان تكون عملية تشكيل الحكومة امرا عراقيا وطنيا يعكس حرص الجميع على المصالح الوطنية العليا.
من خلال مراجعة للعملية الديمقراطية في العراق لا سيما قضية تشكيل الحكومة بعد اعلان نتائج الانتخابات في كل دورة انتخابية نجد ان القوى السياسية الفائزة تواجه تحديات كثيرة في عملية تشكيل الحكومة . حيث يبحث البعض عن مصالحه الشخصية ويكون اكبر همه الحصول على المناصب عبر تكريس مفهوم المحاصصة المقيتة التي يتابعها الجميع في قضية تشكيل الحكومات العراقية .
الغريب في الامر ان القوى المتصارعة على السلطة تطالب بنصيبها في الحكومة تحت مسميات المشاركة وحكومة الوحدة الوطنية وتحت شعارات حقوق المكونات في الوقت الذي يدرك الجميع ان القضية لا تتعدى كونها مصالح حزبية ضيقة يسعى البعض من خلالها للحصول على وزارات ومناصب اخرى كالمدراء العامين من اجل استثمارها لمصالح ضيقة بعيدا عن مصالح الدولة والمواطن .
ما نريد ان نقوله ان القوى السياسية الفائزة امام مسؤولية تاريخية للعبور بالعراق الى بر الامان وان تكون جديرة باصوات الناخبين من خلال تحقيق مطالب الشعب بعيدا عن مصالحها الحزبية .