بغداد: شيماء رشيد
استبعدَ محللون سياسيون أن تتجه الأمور إلى التعقيد بعد إعلان المفوضية للنتائج، مؤكدين أن حكومة "التسوية" الحل للخروج من الوضع الحالي وهو الخيار الأمثل في ظل وجود أسماء مطروحة ومقبولة لدى الشارع.
المحلل السياسي جاسم الغرابي ذكر في حديث لـ"الصباح"، أن "الوضع متجه نحو مرشح تسوية وحكومة ائتلافية"، مبيناً أن "المشهد معقد واللجنة السباعية الشيعية سينبثق منها رئيس الوزراء".
وأوضح أن "المشهد السياسي معقد قبل إجراء الانتخابات، حيث أن الشارع السني منقسم كحال الشارع الشيعي والكردي، وبرزت الانقسامات أثناء الانتخابات من خلال صعود قوى وخروج قوى أخرى".
وأضاف: أن "الأمور سوف تتضح بعد انعقاد الجلسة الأولى برئاسة النائب الأكبر سناً ومن ثم الذهاب إلى المادة 76 من الدستور، وبالنتيجة الجميع سيرضخ للواقع وتكون حكومة ائتلافية"، مبيناً أن "هذا هو الحل".
واستبعد الغرابي أن "تتجه الأمور نحو الفوضى، ولا يوجد تهديد للسلم الأهلي لأن هناك مرجعية وأناساً عقلاء"، مشيراً إلى أن "هناك تنازلات من بعض الأطراف ليكون هناك توافق"، وتابع: إن "فرصة إعادة انتخاب الرئاسات السابقة لنفس مناصبهم قليلة جداً لاسيما وأن الحزب الديمقراطي الكردستاني قريب من منصب رئيس الجمهورية والأكثر حظاً هو نيجيرفان بارزاني".
أما المحلل السياسي عدنان السراج فدعا الجميع إلى ضبط النفس في ظل تزايد الاحتجاجات المطالبة بإعادة فرز الأصوات، وقال في حديث لـ "الصباح": "على الجميع أن يكون على درجة واعية وعالية من استيعاب هذه الاحتجاجات، لأن الفوضى في البلاد لا تجدي في هذا الوقت".
وأضاف، "نشهد اليوم تصعيداً في الأجواء السياسية والشعبية في ظل احتجاجات تطالب بإعادة العد والفرز"، مبيناً أن "الانتخابات جرت والأمور يجب أن تأخذ مجراها الطبيعي والأصولي وعلى الجميع أن يلجأ إلى القانون وإلى الطعونات، وأن تكون الاحتجاجات ضمن الأجواء السلمية وضمن القانون والدستور وعدم الذهاب نحو سقف الفوضى".
واستبعد السراج الذهاب إلى الفوضى "كون الجميع يدرك حساسية الوضع في البلاد وهذه الانتخابات يجب أن تكون ذات مستوى عال من الفهم، وعلى المفوضية معالجة هذه الأمور وفتح الحوارات وإعطاء إجابات لما حصل من لغط في الانتخابات".
وتابع: ان "الوضع حساس ويتطلب ضبط النفس من جميع القوى السياسية"، متمنياً أن "تكون هناك مساع حقيقية من قبل الحكومة لإقناع الخاسرين والذهاب إلى حل جذري".
إلى ذلك، وصل وفد رفيع من الحزب الديمقراطي الكردستاني، أمس الاثنين، إلى مدينة السليمانية للتباحث مع القوى الرئيسة في ما يخص مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية في العراق. وحلّ الحزب الديمقراطي الكردستاني أولاً على مستوى إقليم كردستان في نتائج الانتخابات العراقية، بـ33 مقعداً، تلاه الاتحاد الوطني بـ16 مقعداً.
ورأس وفد الديمقراطي سكرتير المكتب السياسي للحزب فاضل ميراني، والذي ضم عارف طيفور ودلشاد شهاب ومحمود محمد، واجتمع الوفد فور وصوله مع رئيس حزب الاتحاد الوطني بافيل طالباني وأعضاء من المكتب السياسي.
وذكرت تقارير إعلامية، أن الزيارة تأتي للتباحث حول تشكيل تكتل كردي موحد للتباحث مع القوى العراقية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة ببغداد.
ومن المقرر أن يلتقي وفد الديمقراطي الكردستاني في وقت لاحق مع حركة التغيير.