المولد النبوي

آراء 2021/10/19
...

  نوزاد حسن
 
 قبل الانتخابات بايام قليلة احيا الملايين اربعينية استشهاد الامام الحسين عليه السلام، وكتبت وقتها ان على الناخب ان يتذكر موقف الامام وهو يدلي بصوته في يوم الاقتراع. واشرت في المقال الذي كتبته الى  أن لا وجود للصدفة في هذا التزامن. 
وتمنيت ان تكون قوة المناسبة الروحية سببا في تصحيح اختيار الناخب للمرشح.
 وفي الاثنين الماضي مرت علينا مناسبة جديدة هي ولادة النبي عليه الصلاة والسلام في ظرف سياسي ما زال يشهد شدا وجذبا بسبب رفض بعض الكتل لنتائج الانتخابات، وعلى الرغم من ان المفوضية اعلنت ان باب الطعون مفتوح الا ان هذه القوى دعت جماهيرها للتظاهر السلمي، والنزول الى الشارع.
 وهنا اقول: هل ستمر مناسبة ولادة النبي عليه الصلاة والسلام من دون أن تحرك في قلوب السياسيين شيئا من التسامح النبوي الذي درسناه ونحن صغار، وقرأنا عنه في الكتب. وسأضيف شيئا آخر لا يختلف عما قلته عند حديثي عن تزامن زيارة الاربعين ويوم الانتخابات، هو ان تزامن ظهور النتائج مع اطلالة يوم ولادته علينا ليس من عمل الصدفة ابدا. وقد اشار الكاظمي في كلمة بمناسبة المولد النبوي الى ان على السياسيين ان {يتجنبوا الخلافات الشخصية والحزبية ليصلوا بالبلد الى بر الأمان}. داعيا النواب الجدد الى {اعادة ثقة الناس بالعمل السياسي}.
 هل نحن بحاجة الى سياسيين متسامحين؟ اقول نعم. لكن من هو السياسي المتسامح؟. قد يقول البعض نيلسون مانديلا كان سياسيا متسامحا. هذا صحيح لكن في وسط قانون المحاصصة الى اي حد سيكون السياسي قادرا على ان يضع خلافاته او مصالحه جانبا، لينظر الى مصلحة البلد العليا قبل أية مصلحة اخرى.
 يبدو أن الخلاف الجديد المتعلق برفض نتائج الانتخابات لن ينتهي بسهولة. من الممكن ان يكون التوافق السياسي حاضرا لحل أية عقدة، ومن بينها هذه العقدة الجديدة. ففي اطار سياسة تضع التوافق والمصالح ضمن اولوياتها، لن تكون هناك الا تسويات يقبلها جميع الاطراف.
 ان قطع الشوارع هو اجراء سياسي بحت. واعتراض على حصل بعد اعلان المفوضية عن النتائج النهاية. وهناك من يخشى أن تسوء الامور اكثر مما هي سيئة الان. وهنا أنا أطرح تساؤلي عن دور مناسبة المولد النبوي، الذي يمر علينا ونحن وسط دخان ازمة جديدة.