بغداد: حسين ثغب – شكران الفتلاوي
توجه عالمي الى انتاج الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، وذلك في مرحلة تحول للحفاظ على النظام البيئي للعالم وإبعاده عن مخاطر محتملة بسبب الانبعاثات التي تصدر عن الوقود الأحفوري، وهناك بلدان عدة وضعت خططا لزيادة نسبة انتاجها للطاقة المتجددة، إذ تغطي احتياجاتها بنسبة كبيرة، وذلك لترفع مستوى اقتصادات البلدان، لأنها تقلل من استيراد الطاقة من الدول المنتجة، ما يعني الاكتفاء بالطاقة المنتجة ذاتيا.
نظمت كلية اقتصاديات الأعمال في جامعة النهرين وبالتعاون مع أكاديمية الصداقة للتأهيل والتطوير التابعة لمنظمة الصداقة الدولية - السويد ندوة علمية بعنوان {تحقيق التنمية المستدامة من خلال تكنولوجيا الطاقات المتجددة}.
قدمها الدكتور مصطفى أحمد رجب عبد الرحمن النجار رئيس أكاديمية الصداقة الدولية للتأهيل والتطوير، موضحا بأن الطّاقة المتجددة هي الطاقة المستدامة من الموارد الطبيعية التي لا تنفد وتتجدد باستمرار مثل الرياح والمياه والشمس المتوفرة في معظم دول العالم، كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمد والجزر أو من طاقة حرارية أرضية وابتكارات أخرى، موضحا أن {دولا عدة وضعت خططا لزيادة نسبة انتاجها للطاقة المتجددة بحيث تغطي مانسبته 20 % من استهلاكها في العام 2020 لمواجهة الاحترار العالمي والحد من الغازات الدفيئة تبعا لبروتوكول كيوتو}.
وأضاف النجار أنها {تختلف أساسا عن الوقود الأحفوري من بترول وفحم وغاز الطبيعي، فلا تنشأ عن الطّاقة المتجددة عادة مخلفات الوقود الأحفوري الضارة للبيئة مثل تلك المؤدية لزيادة الاحتباس الحراري كثنائي أوكسيد الكربون باستثناء استخدام الوقود الحيوي لتوليد الطاقة من مواد نباتية، إذ إنه بالرغم من أن مخلفاتها تزيد الاحتباس الحراري إلا أنها يمكن أن تكون مستدامة، فيعتبرها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة كطاقة متجددة}.
ونوه النجار الى أن {الطاقة المتجددة لا تشمل استخدام الوقود النووي متجنبة المخلفات الذرية الضارة الناتجة عن المفاعلات النووية}، مضيفا أن {أكثر إنتاج للطاقة المتجددة يـنتج في محطات القوى الكهرومائية بواسطة السدود العظيمة أينما وجدت الأماكن المناسبة لبنائها على الأنهار ومساقط المياه، وتستخدم تقنيات توليد الطاقة تعتمد على الرياح والطاقة الشمسيّة على نطاق واسع في البلدان المتقدمة وبعض البلدان النامية}.
من جانبها أوضحت الدكتورة نغم حسين نعمة عميد كلية اقتصاديات الأعمال بأن {الطاقة المتجددة لا تنفد مع الاستهلاك الكبير ودائمة الجدد، وتختلف عن مصادر الطاقة غير المتجددة بأنها غير محدودة وصديقة للبيئة ولا تؤثر عليها بتاتا، أو أن تأثيرها بسيط لا يقارن مع تأثير الوقود
الأحفوري}.
وتابعت أن {مصادر الطاقة المتجددة أصبحت جزءا لا يتجزأ من مسؤولية الشركات التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة، وان استهلاكها يزداد يوما بعد آخر ففي العام 2017 م غطت الطاقة المتجددة ما يُقارب 8 % من كهرباء العالم، رُبع هذه الكمية حصلت عليه الصين، والسدس كان بين الولايات المتحدة الأميركية والهند واليابان}.
وأشارت النعمة الى أن {الهدف من الطاقة المتجددة الوصول إلى تنمية مستدامة وأكثر نظافة، فضلا عن عدة مزايا تعود فوائدها على الإنسان والبيئة، في مقدمتها انها متجددة ولا يمكن أن تنفد، فالماء يتدفق باستمرار، والشمس تُشرق كل يوم، والرياح الخفيفة لا تتوقف، لافتا الى ان هذا النوع من الطاقة لا يحتاج للصيانة كثيرا وان حدث فإن تكلفتها
مناسبة}.