قروض الطاقة الشمسيَّة

اقتصادية 2021/10/25
...

وليد خالد الزيدي
 
بتنا نعيش في زمن ارتبطت فيه أشكال حياتنا بما تسمى {الطاقة الحفرية} المستمدة من البترول والفحم والغاز، وهي ثروة توشك أن تنفد، فتلك المصادر، وان كانت طبيعية، لكنها لا تتجدد ولا تعود أية كمية منها للانتاج بعد استخراجها، لكونها مصادر محترقة، تتحول اثناء الاستخدام الى انتاج مادي مثل الصناعات الحديدية او البلاستيكية او الانشائية، او خدمي مثل توليد الكهرباء وتشغيل اجهزة التكييف، على سبيل المثال، فمصادر الطاقة تلك تتحول اثناء استخدامها في المصانع العملاقة او المعامل او ورش العمل المختلفة الى غازات تنبعث قرب الارض واعالي الاجواء، فتفسد سلامة الهواء، كما تلوث البيئتين النهرية والبحرية، وتضر بجودة المزروعات وتفقدها قيمتها الغذائية، والفائدة من 
زراعتها.
تلك الحقيقة لم تغب عن جهات العمل الاكاديمي المتخصص في هذا المجال الحيوي في بلدنا، التي دعت منذ سنين الى التحول من الطاقة الحفرية الى الطاقة النظيفة، اسوة بما معمول به في دول لاسيما التي تتشابه مناخاتها مع مناخ 
العراق.
لقد عملت الأوساط المالية في العراق ومن خلال مبادرة قروض البنك المركزي على استخدام الطاقة الشمسية، دعما لمشاريع توليد الطاقة النظيفة، وهي مبادرة تفرض على الجميع، متخصص او غير متخصص الثناء عليها وتشجيعها، بل التحفيز لتنفيذها، لكونها تحقق اهدافا عدة، تتناسب مع خصوصية المعطيات الموجودة في العراق، فهي تفضي للمساهمة في تخفيف أزمة انتاج الكهرباء المنتجة من تفاعلات انتاجية ثقيلة مكلفة، بينما في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية تعد اقتصادية بكل المقاييس، للحد من تبعات ازمة الطاقة التي أضرت الاقتصاد بصرف اموال طائلة وبسببها زادت حالات هدر الاموال، كما كانت عبئا ثقيلا على الفرد العراقي الذي يحتاج خدمة الكهرباء في حياته اليومية في البيوت او ورش العمل ومواقع الانتاج المختلفة.
أمر آخر يستفيد منه البلد في الطاقة الشمسية، هو الابتعاد عن مشكلة تلويث البيئة السليمة للحياة في بلدنا التي تنبعث لا مناص من بقية المصادر البترولية، بينما في الطاقة المستمدة من الشمس، تنتفي الحاجة الى المصادر المحترقة آنفة الذكر، ويبدأ العمل باعتماد طاقة نظيفة منبعثة من الشمس لا تتطلب عمليات احتراق او انبعاث غازات ملوثة للهواء وبقية البيئات حولنا.
مسألة مهمة يمكن أن نجني ثمارها من تلك الانتقالة مستقبلا، هي التحول العلمي والتكنولوجي الذي يمكن ان يرتقي له العراق ليشهد تجربة انمائية تضعه في مصاف متقدم في ركب الحضارة الانسانية.