محمد {ص} المصلح العظيم ..

آراء 2021/10/26
...

 حسين علاوي
لو سلّمنا أن الرسول محمد {ص} لم يأتِ له وحي، كما يشكك الكثير من المستشرقين والباحثين في علوم الأديان، فهل كان شخصية محدودة الوعي والمعرفة، أم أنه من أعظم الشخصيات التي عرفها التاريخ البشري .
فهو مصلح اجتماعي كبير، ومفكر تجاوز زمانه في طرح الافكار المتحررة لمكانة إنسانية الإنسان، اذا ماعرفنا المجتمع الذي يعيش فيه يعبد الاصنام وتسود فيه العصبية والجهل والأمية والصراعات القبلية، وتدفن فيه المرأة وهي حية، ويذل فيه الانسان لسحنته وبشرته، ويساق ويباع كقطيع الغنم، فحرر الإنسان من عبوديته، وحوله الى خليفة الله في الارض يعمرها ويبنيها، بعد أن ساد الخراب والفساد امبراطوريات ومماليك، وعلّم الانسان ان يحول غرائزه الحيوانية الى حاجات انسانية، وان يحول أسرار الطبيعة المضمرة الى عالم يكتشفه ويشيده، فصار الانسان سيد كوكبه، وكتب على نفسه، أن يحول أحاسيسه الغامضة ومبهماته الباطنية الى وعي وحركة ومستقبل .
فأرشده الى الحق في الاعتقادات، والى الخير في السلوك والمعاملات، فكان المصلح الذي غير الكثير من العادات والتقاليد الخاطئة، والمفكر الذي حرر الانسان من الأصنام الحجرية 
والبشرية .
وكان أديبا وقاصا وشاعرا وناثرا؛ لان الكثير من القصص القرآني تكتب بأكثر من طريقة لم يألفها كبار كتاب القصة والرواية في عصرنا الحديث، وقد استخدم كل ادوات كتابة الرواية والقصة، بل انه كاتب سردي بامتياز، فالقصة في القرآن أداة بحث واستكشاف للواقع ومحاولة لفهم اشكالياته وتعقيداته، وهذه مهمة القصة والرواية الأبرز في عصورنا الحديثة .
أما الشعر والنثر والسجع فتجده في القرآن والسيرة والرسائل التي كان يبعثها للأباطرة والملوك .
فامتلك الحلول والاجابات الكاملة، لأصول المشكلات الانسانية والاجتماعية، وكيفية التعامل معها، وإلا كيف استحق ان يكون خالدا، وان يكون محل الأسوة والقدوة.
إلا أن الاسلام بعده تحول الى حكم قبلي وراثي للملوك والاباطرة والسلاطين، وتجار الدين .!!
 ورغم أن البعض يدعي الاصلاح، إلا ان المتأمل والمتعمق في واقعنا العراقي الراهن، يلاحظ كل اصناف الفوضى والتسيب، والتشتت لطاقات شبابية وعمرية كثيرة، فالصراع السياسي وخاصة بين الاسلاميين رسخ الاحقاد والعصبيات الحزبية والعشائرية والتي تركت اثارا كبيرة في الاجيال الجديدة مما انعكس على الدين والحركات التي تدعي الاسلام والنهل من افكارة، وهي تعمل بنفس جماعي مناطقي منغلق، بعيدة عن فهم الواقع وحركة العصر، والتعرف على آليات التحريك والتغيير والنهوض به، مما جعل الكثير من الشباب يرفض الانتماء الى هذه الجماعات وينفر من ذكرها .
سلامٌ على الرسول الهادي يوم ولادته.