الرياض: (أ ف ب)
تقدّمت السعودية مؤخرا بطلب لاستضافة معرض اكسبو 2030 الدولي، حسبما أفادت وكالة الانباء الحكومية، في وقت تسعى المملكة لتقديم صورة منفتحة وجذب الاستثمارات الأجنبية بينما تعمل على تنويع اقتصادها المعتمد على النفط.
وتُقام النسخة الحالية من المعرض الذي يجري تنظيمه كل خمس سنوات في إمارة دبي التي تطمح الرياض لأن تنافسها في مجال الأعمال واجتذاب مقار الشركات العالمية.
وتقدّمت المملكة بطلب الترشح في آخر يوم من فترة تقديم الطلبات التي عادة ما تمتد لستة أشهر وقد بدأت في 29 نيسان الماضي.
وستتنافس الرياض مع العاصمة الروسية وبوسان في كوريا الجنوبية والعاصمة الايطالية واوديسا في اوكرانيا لاستضافة الحدث العالمي الذي تستمر أعماله لستة أشهر ويجذب ملايين الزوار ورجال والأعمال والشركات.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن ولي العهد محمد بن سلمان تقدّم بالطلب الرسمي في خطاب وجّهه للمكتب الدولي للمعارض لاستضافة إكسبو 2030 في مدينة الرياض تحت شعار «حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل» في الفترة من 1 تشرين الأول إلى 1 نيسان.
وأعرب الأمير محمد في خطابه عن «ثقته بمقدرة المملكة والتزامها بإقامة نسخة تاريخية من معرض إكسبو الدولي بأعلى مراتب الابتكار، وتقديم تجربة عالمية غير مسبوقة في تاريخ تنظيم هذا المحفل العالمي».
وتشهد السعودية حملة تغيير اجتماعي واقتصادي غير مسبوقة يقودها الأمير الشاب تحت مظلة خطة طموحة تسمى «رؤية 2030» التي تقوم على فتح أبواب المملكة المحافظة الثرية أمام المستثمرين الأجانب والمشاريع العملاقة.
بعد إعلان 44 شركة اتخاذ الرياض مقراً إقليمياً لها خلال فعالية مبادرة الاستثمار في دورته الخامسة، ضجت المواقع الإخبارية كالعادة بتحليلات حول المنافسة وسحب البساط من دول شقيقة.
على الصعيد نفسه تحاول السعودية اجتذاب الشركات لتأسيس مقار إقليمية لها بالرياض «الهدف منه إنهاء عمليات الشركات في أماكن أخرى»، عبارة عادة ما يتم تكرارها في كل مناسبة سعودية يتم فيها إعلان الشركات العالمية نقل مقارها الإقليمية في الرياض، بحسب تقرير نشره موقع «إندبندنت عربية».
فبعد إعلان 44 شركة منها «سامسونغ» و»بيبسي كو» و»ديدي» و»بيكر هيوز» و»يونيليفر» و»فيستاس»، اتخاذ الرياض مقراً إقليمياً لها خلال فعالية مبادرة الاستثمار في دورته
الخامسة.
وبحسب «إندبندنت عربية»، أعلنت الشركة الأميركية الشهيرة «بيبسي كو» للمشروبات والأغذية والوجبات الخفيفة أن مقرها الإقليمي السعودية، وهي تعمل وتصنع وتسوق المشروبات غير الكحولية، واشتهرت بإنتاج المشروب الغازي «بيبسي» ورقائق البطاطس «ليز» و»ستار بكس».
وفي مجال الأغذية نفسه، نقلت الشركة البريطانية «سينمسويونيليفر» وتشمل منتجاتها المشروبات والعصير ومواد التنظيف، وتعتبر الشركة أكبر منتج للصابون في العالم واشتهرت بإنتاج شاي «ليبتون» و»الغازلين» و»اللوكس» و»الدوف» و»كلوس أب» و»لايفبوي» و»صانسيلك» وغيرها من المنتجات الشهيرة، كما نقلت شركة المشروبات والمقهى «تيم هورتونز» الكندي مكتبها الإقليمي في الرياض.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه بعض الشركات أنها لن تغلق عملياتها في البلدان المجاورة كالإمارات ومصر وتركيا، بل قد تقوم - ببساطة- بتحويل بعض عملياتها إلى السعودية، إلا أن 24 شركة أبرمت اتفاقات لإنشاء مكاتب إقليمية رئيسة منها «بيبسي» و»شلمبرجير» و»ديلويت» و»بي دبليو سي» و»بكتل»، وأعلنت أنها ستقوم بنقل المكاتب الإقليمية من دبي إلى
الرياض.
هذا وقد ذكرت شركة «فيستاس» الدنماركية المتخصصة في صناعة توربينات الرياح والتي ليست ضمن قائمة الشركات الـ44، في بيان أنها ستنقل مقر مبيعاتها في الشرق الأوسط من دبي إلى الرياض، وتعد «فيستاس» شريكاً عالمياً في مجال حلول الطاقة المستدامة، وتقوم بتصميم وتصنيع وتركيب وخدمة توربينات الرياح في جميع أنحاء
العالم.
ومن الحوافز التي ستمنحها الرياض للشركات الأجنبية فرض ضريبة شركات بقيمة (صفر) بالمئة لمدة 50 عاماً، وإعفاء مدته 10 سنوات من سياسة «سعودية» العمل القائمة على توظيف سعوديين، ومعاملة «تفضيلية» في العقود الحكومية، وفق ما جاء في وثيقة اطلعت عليها الوكالة الفرنسية.
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط عن طريق فتح مجالات جديدة تخلق أيضاً فرص عمل للسعوديين.