محنة الحداثة في طروحات بشرى إقليش وإغراءات الأسئلة

آراء 2021/11/04
...

 د ناجي الفتلاوي
 اتحفتنا قبل ايام المفكرة العربية المغربية الدكتورة بشرى اقليش (الاستاذة الزائرة بكلية الاداب والعلوم الانسانية ظهر المهراز فاس ورئيسة منتدى الحضارات وحوار الديانات)، بمحاضرة ثرية دسمة عبر منصة (زينب كحل الفردوس)، مع حضور نخبوي بامتياز السؤال والإنصات والإدارة
 لقد أبدعت الدكتورة اقليش في وصف شجرة الحداثة وبيان ازمتنا في كيفية الاقتراب والبعد عنها، داعية لبناء عقلية عربية تعي الزمن المتغير، متعرضة وعبر تكثيف في الكلام إلى انتقاء مفاتيح معرفية نثرتها على طول الفاصل الزمني لمحاضرتها وأجملها بين قوسين (عملية التجاوز عن الماضي ان كان عقيما، ارتباط الحداثة بالتجديد، بلورة عقلية فكرية سياسية، نكوص المجتمعات يتقاطع مع فهم فكرة التقدم، فهم السياقات العامة لتجربة الحداثة، انهيار الأنا العربية امام الحداثة المغرية، بناء الإنسان الفاعل والمنفعل، العقل حرر النص القرآني وقيدته القراءات، اختلاط ما هو ديني بما هو سياسي، الابدي والعابر والانتقال من الاول إلى الثاني).
المفاتيح اعلاه تم ايضاحها بزحاف تفصيلي اغرى قريحة السؤال عندي، فولدت مجموعة أسئلة مستوحاة من محاضرتها الفذة ومنها، ايعني تسرب سؤال الحداثة إلى محيطنا العقلي العربي ايذانا بنفي سؤال التراث إلى جزر لا توجد في خارطة الفكر؟
ما الذي يحفز العقل العربي لفك طلاسم الأنظمة المعرفية الشمولية، التي تورط العقل بخطابات من الشرعية مع إلزام أصحابها بمعاركها الأيديولوجية الخارجية؟
ما مقدار القدرة التحليلية للفكر العربي من جهة استقباله لفكرة الحداثة نائيا بنفسه عن اي فكر ايديولوجي او نضالي؟
مفهوم الحداثة في الفكر العربي هل حدث فيه تحول من السؤال عن ما هية الحداثة إلى ماذا تعني الحداثة؟
هل ثمة محاذير من الحداثة الغربية مع الأخذ بنظر الاعتبار ما خلفته الحداثة بنسختها السياسية والاقتصادية من آثار سلبية، ما زالت عالقة وتتجدد؟
هل الحداثة هي الطريق الوحيد لتخليص التراث من العري الذي أصابه بوجود المختلف؟
هل الطريق السلس لدخول الحداثة الفاعل في منهجيات العقل العربي تكمن في أنها يجب أن تتحول إلى هدف تسعى اليه؟
ما الذي أنتج فكرة اللجوء إلى التراث في مواجهة هذا الوافد المزعج (الحداثة) كتعويض ابستمولوجي؟
هل من الصواب ان نقول: إن الفكر العربي لا يستطيع أن يلقي نظرة نقدية على مساره التاريخي البطولي وتركيبه الفكري القبلي الأيديولوجي من دون الاعتراف بالحداثة؟
ماذا نفعل بالستراتيجيات الهجومية القصوى للحداثة والمتمثلة في تحويل الجواهر إلى علاقات و الماهيات إلى سيرورات والغايات إلى وسائل؟
محاولات نخبة من طبقة الانتلجنسيا العربية في بلورة اتجاه نقدي يقوم على مساءلة مكونات العقل العربي، هل أثبتت جدواها؟
الانبهار بالتحديث ورفض الحداثة نصل حاد في كتف العقلية العربية، ما السبيل إلى قلعه؟
هل نحتاج إلى جهود حثيثة في نقد العقل أم جهود حثيثة في بناء عقل توافقي تدور مخرجاته حول إيجاد مواءمة بين التراث والحداثة؟
هل القطيعة مع التراث والتي يتبناها البعض من نخبة الانتلجنسيا العربية تعني التخلي عن التراث أم التخلي عن الفهم التراثي للتراث بحسب الجابري؟.