كنوز مهملة

آراء 2021/11/07
...

 آية حسين
عندما تتجول في العراق وتحديداً في الاماكن الاثرية ينتابك الشعور بالحزن والأسى لكون بلاد الرافدين التي طالما تغنى الشعراء بجمالها وسحرت الكثير بغناها الحضاري، الذي يضم اكثر من 12 الف موقع اثري.
 
ومن ابرز هذه المواقع بوابة عشتار التي بنيت في عهد نبوخذ نصر والمدرسة المستنصرية، والتي شيدت في عهد الدولة العباسية، وقلعة كركوك التي بنيت في عهد الملك الاشوري اشورناصربال الثاني اتخذه الملك كخط دفاعي وأحد مراكز جيوشه، والمنارة الملوية التي تميزت بسبب شكلها الفريد بنيت على يد المتوكل بالله العباسي، وشارع المتنبي الذي تحيط بجانبيه أبنية تراثية كانت تشكل مقر الحكم العباسي، ويمثل في الوقت الحاضر ملتقى للمثقفين في يوم الجمعة يتم فيه عرض آلاف الكتب وغيرها من الاماكن الاثرية. فضلاً عن اضرحة المسلمين المرتبطة بالانبياء والاولياء والصالحين، اضافة الى الكنائس التي تعود الى حقب زمنية مختلفة تشكو من اهمال كبير، فعلى الرغم من قيمتها الحضارية والمادية، لكنها لم تحصل على المقدار الكافي والحقيقي من الرعاية والاهتمام.
فقد تعرضت العديد من المواقع الاثرية الى السرقة نتيجة عدم توفر الحماية الكافية، فضلاً عن تهريب آلاف الآثار التي تعود إلى الحضارات السومرية والبابلية والآشورية بعد عام 2003 واستخدام جزء منها كمواقع عسكرية، بينما تعرض الجزء الاخر منها إلى اعمال تخريبية، بينما تحول بعضها الى مكب للنفايات وملجأ للعشوائيات بسبب إهمال السلطات الحكومية والجهات الرقابية، مما ادى الى ضياع جزء من تاريخ البلد ومكانته الحضارية، فضلاً عن تأثيرها الكبير في الجانب الاقتصادي للعراق، كون الاثار لها دور كبير في جذب السياح ومن مختلف البلدان. فنجد مع شديد الاسف محاولات خجولة من قبل الحكومة لا تليق بتاريخ العراق وحضارته، لذا يجب على جهات المعنية ألا تقف مكتوفة الايدي امام هذا الخراب. حيث يقع الجزء الاكبر من المسؤولية على عاتق وزارة الثقافة والسياحة والآثار في المحافظة على التراث، كما يقع على عاتق وزارة الخارجية التنسيق مع المحاكم الدولية من اجل استرجاع تراثنا وضرورة نشر الوعي الكافي في أهمية الحفاظ على هذا الارث في المدارس والجامعات والإعلام، وايضاً ضرورة تخصيص جزء من الاموال للقيام بالصيانة الدورية للمناطق الاثرية وترميم الاثار.