الانضباط المدرسي

آراء 2021/11/08
...

 كاظم عبد جاسم الزيدي 
 
الانضباط المدرسي له اهمية كبيرة في المؤسسات التربوية بمختلف مستوياتها، فهو محور العملية التربوية واساس نجاحها وتحقيق اهدافها، ولا يقتصر دور الانضباط على اسهامها في الرفع من مستوى الطالب، بل يتعدى ذلك الى تحقيقه احد الاهداف التربوية السامية، وهو الاسهام في نمو الطالب الخلقي الاجتماعي، اذ لا يمكن ان يتحقق في مؤسسات تربوية غير منضبطة وترجع اهمية الانضباط المدرسي، الى انه شرط اساس للتعليم والتعلم لما يحقق للمعلم من تحكم في عملية التدريس، ليصبح بمقدوره اكسابهم العلوم والمعارف والمهارات التي يخطط لها ومن دونه لا يمكن ان يكون هناك تدريس فاعل مما يؤدي الى انخفاض في التحصيل الدراسي والانضباط يعلم اهمية التعاون بين افراد مجتمع الدراسة، خاصة والمجتمع بشكل عام والانضباط مهم للجانب الاجتماعي بين الطلاب ومعلميهم وادارة المدرسة، مما يسهم في خلق بيئة مشجعة على التعلم ويعلم اهمية التنظيم والتخطيط لانجاز أي عمل، ومن دونه تعم الفوضى والعشوائية في العمل مما ينعكس على اداء الطلاب مستقبلا، كما ان الانضباط يؤدي الى تحقيق مجتمع ذي سلوك حضاري في تعامله مع الاخرين وفي التزامه بالأنظمة والقوانين السائدة في المجتمع، والانضباط يعلم الطلاب منذ مرحلة مبكرة من حياتهم اهمية احترام حقوق الاخرين وكرامتهم، مثل عدم الاعتداء عليهم. وهناك اسباب كثيرة لعدم الانضباط منها ضعف توجيه الاسري لانشغال الاباء والامهات او بسبب الانفصال عن توجيه ابنائهم واكسابهم الاخلاق والعادات الحميدة، كما ان للمستوى الاجتماعي والاقتصادي اثرا كبيرا في ضعف الانضباط السلوكي. فالفقر والجهل لهما تأثير سلبي على انضباط الطفل، وبالتالي الانضباط المدرسي وان اهم الاساليب التي لها اثر في الحد من مشكلات عدم الانضباط في المدرسة، هي التركيز على تدريب المعلمين والمدرسين على الاساليب الفاعلة في التدريس ومرونة المنهج الدراسي وتعليم الطلاب واكسابهم مهارات الدراسة، مثل تنظيم اوقاتهم وتطبيق الاساليب الحديثة، التي تكسب الطالب مهارات اجتماعية والعمل بروح الفريق ومساعدة الاخرين، كما يجعل العملية التعليمية ممتعة ومشوقة للطالب وان يكون هناك اتصال مباشر بأولياء امور التلاميذ واعلامهم، بكل ما يخص بمستوى التلميذ واعطاء الدور في المعاقبة والتأديب لولي التلميذ لأنه هو الاعرف بمصلحته.