قمة غلاسكو للمناخ

آراء 2021/11/08
...

 حميد طارش
 
انعقدت قمة غلاسكو في اسكلتندا بمشاركة «200» دولة لبحث مسألة خطيرة تتعلق بمصلحة دولية مشتركة، بل وتكاد تهدد الوجود البشري على الارض الّا وهي الاحتباس الحراري، الذي بات يهدد الارض بالجفاف والتصحر والفياضانات واختفاء الجزر وحرائق الغابات، فضلاً عن انتشار الاوبئة والامراض، وتعد الدول الفقيرة هي المتضرر الاكبر جراء ذلك لضعف قدراتها في مواجهة تلك الاضرار، كما أنها تمثل ضحية الدول الصناعية الكبرى التي تشكل المصدر الرئيس والاكبر للتغيرات المناخية، بفعل عجلتها الصناعية الضخمة واستهلاكها للطاقة الاحفورية كالنفط والغاز والفحم الحجري. وقد أدركت الدول الصناعية الكبرى ذلك وقررت في عام 2009 جمع مئة مليار دولار لدعم تلك الدول وحددت سنة 2020 موعداً لذلك، الّا أن الموعد مدد الى 2023 في قمة غلاسكو.
وادرك المؤتمرون اسباب التغير المناخي وتداعياته الخطيرة لذلك تعهدوا في خطبهم مكافحة انبعاث الكربون واستبدال الطاقة الاحفورية بالطاقة النظيفة المتمثلة بالمياه والرياح والطاقة الشمسية وتخصيص الاموال الكافية للاستثمار فيها، والتقيد بإبقاء درجة حرارة الارض بحدود «1، 5» درجات لغاية 2030 على ان يكون عام 2050 عام الانبعاث الصفري للكربون ، كما طلبوا وتعهدوا بالامتناع عن قضم الاراضي الخضراء وتدمير الغابات التي من شأنها أمتصاص الكربون السام. واستشعر البعض منهم ضرورة الاخلاص للاجيال القادمة بتأمين بيئة نظيفة لهم.
ونذكر هنا معاناة محافظة البصرة وانتشار الامراض الخطيرة فيها بشكل لافت للنظر، بسبب حرائق الغاز المستمرة وعدم استثماره ليشكل مورداً مالياً بدلاً من كونه مورداً للامراض والتصحر وارتفاع درجة الحرارة، وتقول وكالة بلومبيرغ بأن شركة التحليلات الجغرافية «كايروس» كشفت عن أن البصرة شهدت في شهر آيار الماضي سحابة ضخمة من الميثان، الذي تقدر درجة تسخينه للارض أكثر من الكربون «80» مرة. وتستمر الوكالة بالقول «إنه إذا استمر إطلاق الميثان لمدة 24 ساعة بمعدل 180 طنا في الساعة، سيكون له تأثير الاحتباس الحراري ذاته الذي يحدثه متوسط الانبعاثات السنوية لأكثر من 200 ألف سيارة في المملكة المتحدة». وهذا ما تحقق في ذلك الانبعاث من حيث الكمية والمدة، كما أكدت بأن العراق كان في العام الماضي خامس دولة كمصدر لانبعاث الميثان، مما يشير الى غياب الرقابة والوقاية من وقوع تلك الانبعاثات وما يترتب عليها من أضرار.