مهاجرو الشرق الأوسط يتسببون بأزمة على أبواب أوروبا

قضايا عربية ودولية 2021/11/10
...

 مينسك: وكالات
 
تسبب تدفق آلاف المهاجرين الطالبين للجوء على الحدود بين بيلاروس وبولندا، بأزمة كبيرة بين البلدين لتتداخل معهما عواصم أخرى في القارة الأوروبية التي قرعت فيها أجراس الأنذار لمواجهة هذه الموجة الجديدة التي تشابه ما حدث في 2015 حين هاجر مئات الآلاف عبر تركيا إلى أوروبا عبر البحر.
ونشرت وكالات الأنباء مقاطع فيديو من معسكر أقامه مهاجرون من الشرق الأوسط، على الحدود البولندية- البيلاروسية، وفي اللقطات التي نشرتها قناة RT الروسية، تظهر الخيام وأكوام من النيران المشتعلة هناك. وعلى الأخشاب المبعثرة على الأرض، يلعب الأطفال، وتبدو أكياس القمامة مبعثرة حول الخيام.
وبدا المعسكر هادئاً عقب ليلة من الصدامات بين حرس الحدود البولندي وآلاف المهاجرين الذين حاولوا عبور الحدود، وحطمت مجموعات متفرقة منهم حواجز الأسلاك الشائكة ورشقوا قوات الأمن البولندي بالحجارة، واستخدم حرس الحدود البولنديون الغاز المسيل للدموع للتصدي لهم.
من جانبها قررت وارسو، بسبب الوضع الحالي، تعليق العمل في نقطة تفتيش “كوزنيتسا” للسيارات، كما أعلنت عن تعبئة ألوية عدة من قوات الدفاع الإقليمية.  
برلين من جانبها، دخلت على خط الأزمة، اذ طالبت ألمانيا المفوضية الأوروبية بـ”اتخاذ إجراءات” للحد من تدفق المهاجرين من بيلاروس إلى جارتها بولندا، مشيرة إلى أنها مشكلة “لا تستطيع بولندا أو ألمانيا التعامل معها بمفردهما”.
وقال وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر في حديث لصحيفة “بيلد” أمس الثلاثاء: “يجب أن نساعد الحكومة البولندية على تأمين حدودها الخارجية. في الواقع هذا الأمر ينبغي أن يكون من مهام المفوضية الأوروبية، وأنا أطالبها الآن باتخاذ إجراءات”. وأكد الوزير الألماني أن بلاده تؤيد قرار جارتها بناء جدار على حدودها مع بيلاروس، مضيفا أنه “لا يمكننا انتقادها.. على حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. ليس باستخدام الأسلحة النارية بالطبع، ولكن بوسائل أخرى متاحة”. ويتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو بتنسيق وصول هذه الموجة من المهاجرين واللاجئين إلى الجانب الشرقي من الاتحاد الأوروبي وذلك رداً على العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلاده بعد القمع الذي مارسته حكومته بحق المعارضة. وشهدت ألمانيا زيادة حادة في أعداد المهاجرين الآتين من بيلاروس عبر جارتها بولندا، اذ بلغ عدد هؤلاء المهاجرين في تشرين الأول الماضي نحو 5000 شخص، وفقا للسلطات الألمانية. وردت برلين على هذه الموجة من الهجرة بتشديد الرقابة على الحدود ونشر المزيد من عناصر الشرطة، وأكد مسؤول رفيع في الداخلية الألمانية أنه “يمكن لألمانيا أن ترسل بسرعة كبيرة قوات شرطة لمساعدة بولندا إذا ما رغبت الأخيرة في ذلك”. في المقابل، قال وزير داخلية بيلاروس إيفان كوبراكوف،: إن سلطات بلاده لم تسجل وجود انتهاكات للقوانين والتشريعات الوطنية من جانب المهاجرين، الساعين للتسلل إلى الاتحاد الأوروبي. وأضاف الوزير، في تصريح نقلته وكالة أنباء “بيلتا”: “لم تكن هناك انتهاكات للقانون من قبل المهاجرين. وهم موجودون على أراضي جمهورية بيلاروس بشكل قانوني”. كما أكدت وزارة الدفاع البيلاروسية، أن الاتهامات البولندية الزاعمة بتورط الجيش البيلاروسي بارتكاب انتهاكات للحدود وضلوعه في أزمة الهجرة، عديمة الأساس. وأشارت الوزارة، إلى أن الجانب البولندي، يقوم بتسييس الوضع عن عمد، وأضافت في بيان: “تعتبر وزارة الدفاع البيلاروسية، اتهامات الجانب البولندي لا أساس لها وعديمة الصحة”.
وشدد البيان، على أن الدفاع البولندية لا ترغب في إيجاد حل بناء للقضية وتقوم عن عمد برفع حالة الصراع الحالية إلى المستوى السياسي. وأوضحت الوزارة أنه تم مساء الاثنين، بمبادرة من الجانب البولندي، عقد لقاء في وارسو بين أليكسي بورتنيك الملحق العسكري في سفارة بيلاروس في بولندا، و ممثلين عن وزارة الدفاع البولندية لبحث موضوع “الانتهاكات المزعومة للحدود البولندية من قبل العسكريين البيلاروسيين وتورطهم في أزمة الهجرة”، وشددت الوزارة البيلاروسية، على أن الجانب البولندي لم يقدم أي دليل مسجل على صحة هذه المزاعم”. وفي ظل الأزمة، اقترح الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشنكو فرض “عقوبات جهنمية” على رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو بسبب “غزو الهجرة” على حدود بولندا وليتوانيا.