العراق.. ولبنان في عين العاصفة

آراء 2021/11/13
...

 نسيب شمس
  
 ما حصل عشية يوم الاحد 8 تشرين الثاني/ نوفمبر من محاولة اغتيال لرئيس حكومة العراق السيد مصطفى الكاظمي، الذي يعرف كيف يكون صديقاً لعدوين.
محاولة الاغتيال جريمة آثمة ومدانة، وتدل على تصعيد خطير، وتشكل تهديداً للأمن القومي العراقي، في الوقت التي بدأت موجة اتهامات فيما بين القوى والافرقاء حول المسؤولية عن محاولة الاغتيال، علماً أن هذه الجريمة تأتي على وقع الانتخابات العراقية التي أقصت بعض القوى عن دخول البرلمان. علماً أنه لم تصدر النتائج النهائية حتى اليوم، وما زالت المفوضية العليا للانتخابات تدرس الطعون المقدمة. وحتى ينجلي الغبار، علينا أن ننتظر قليلاً لتحليل ما حصل. فهل ما حصل في العراق يؤثر في لبنان؟ لأن هناك من يقول لنعرف ما سيحصل في العراق يجب أن نعرف ماذا في لبنان؟ وبالعكس.
وفي لبنان الذي دخل عين العاصفة، يلاحظ المراقب تلبد الغيوم السوداء فوق هذا الوطن الصغير، الكبير بأزماته وإشكالاته، وما حصل مؤخرا من سحب بعض الدول الخليجية لدبلوماسييها من لبنان، سوى خطوة تصعيدية في مسار يبدو متدحرجاً.
وبالنظر لترابط لبنان مع الإقليم، فلا بد من التوقف عند نتائج الانتخابات العراقية، هذه الانتخابات التي تحمل في طياتها وجوها من الشبه، وأخرى من الاختلاف بين لبنان والعراق.
البلدان يواجهان التحديات السياسية ذاتها، لكن الانتخابات العراقية كرست واقعاً جديداً، بينما لبنان يستعد لانتخابات في آذار/ مارس 2022 تشي الأوضاع الحالية بأن تغييراً ما قد يحصل.
هذه الانتخابات العراقية واللبنانية حصلت وستحصل على وقع انتفاضتين جاءت في  التوقيت والسياق نفسه.
قد تكون نتائج الانتخابات العراقية قد نتج عنها تحجيم بعض القوى، التي رفضت بشكل تام النتائج.
بينما لا يمكن الجزم بحصول تغيير بعد الانتخابات في لبنان على صعيد حجم الثنائي الشيعي، رغم أن القوى الأخرى يُتوقع حصول تغيير واضح وكبير. علماً أن لبنان والعراق يعتمدان النظام النسبي، كما البلدان يعانيان من الطائفية.
كما تتمتع قوى خارجية في لبنان والعراق بنفوذ واضح وكبير، وتقوم هذه القوى بدعم مجموعات تسعى لتغيير قواعد اللعبة السياسية في البلدين.
ولا شك أن الساحتين العراقية واللبنانية تعيشان وقع التجاذب الإيراني والأميركي، مما يجعلهما تعيشان على الصراع
بينهما.
لا شك ان التشابك والترابط ما بين لبنان والعراق، هو شيء ثابت منذ ما بعد سقوط بغداد عام 2003. ولطالما للعراق دور في لبنان، ولكن اليوم هناك دور لبناني في العراق، علماً بأن العراق يرتبط بعلاقات مميزة مع لبنان، فلا يمكن نسيان ما قدمه العراق مؤخراً من مواد بترولية، لإنقاذ لبنان من العتمة. كما أن لبنان يقدم للعراق خدمات استشفائية وتعليمية.
هذا عدا التشابك والترابط في الأزمات التي يعيشها الإقليم، سواء من التهديدات الإسرائيلية، ولا يمكن نسيان الأزمة السورية التي ما زالت ترخي بظلالها على مستوى الإقليم. ولا شك الجميع يحاول ترتيب بلاده وأوراقه وتموضعاته للربع الساعة الأخير عشية مفاوضات فيينا النووية في 29 تشرين الثاني / نوفمبر.
 
 كاتب لبناني