بناء المؤسسات الماليَّة الرصينة

اقتصادية 2021/11/14
...

ياسر المتولي 
 
توجه أصابع الاتهام الى المصارف بأنها لاتقوم بدورها كما هو مرسوم بأهداف تأسيسها، بمعنى؛ هناك قصور في تقديم الخدمات المصرفية المطلوبة.
تأتي هذه الاتهامات في وقت تعول الدول المتقدمة وحتى النامية عليها، واقصد المصارف في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة .
وكان لذلك اسبابه، إذ آلت الامور بعد فقدان الثقة بين المصارف وجمهور المودعين من جهة وبين المصارف والمقترضين من الجهة الاخرى، بخروج المصارف عن لعب دورها المطلوب في التنمية، ما حدا بالبعض بوصفها بالدكاكين.
الان وقد تعافت المصارف من هذه المعضلة بعد محاولاتها اعادة الثقة بجمهور المقترضين عبر الضمانات المشددة، فاخذت زمام المبادرة في لعب دورها تدريجياً في هذا الجانب .
والاهم معرفة ان التقاريرالرسمية تشير الى ان 90 % من الكتلة النقدية مكتنزة لدى اصحابها (في البيوت)، معنى ذلك ان دور المصارف ضعيف لعدم تدفق المدخرات الايداعات الشخصية التي تمكنها من توسيع الائتمانات لدعم المشاريع التنموية. 
أضف الى ذلك فإن الايداعات الحكومية محصورة في البنوك العامة ما يعني تقييد دور المصارف.. هذه الظاهر انتبهت لها المؤسسة النقدية فتصدت لها باجازة تاسيس شركة لضمان الودائع التي من المفروض أن تشجع المواطنين على ايداع اموالهم في البنوك والتخلص من مخاطر الاكتناز كالتلف والسرقة وفقدان القيمة .
وبالعودة الى عنوان مقالنا هذا، كيف نبني مؤسسات مالية رصينة؟.
فإن هذه المؤسسة الوليدة انموذجاً للبناء المؤسسي يعول عليها بزيادة الوعي المصرفي والثقافة المصرفية لتشجيع 
المواطن على ايداع مدخراته في المصارف بهدف استثمارها في تنفيذ المشاريع التنموية ذات الفوائد المركبة، فالمنفعة تعود للمودعين والمصارف تنمي قدراتها على الائتمانات. 
وكذلك دعم البورصة من خلال رفع تداول اسهم البنوك والتي كانت تحقق اعلى الارباح، وبذلك ننمي سرعة دوران راس المال الذي يسهم في خلق ايرادات مالية 
وتنوعيها.
وهنا نسجل ملاحظة على ادارة الشركة بان تسويقها للبنوك ضعيف، وهذا هو من اهم واجبتها، وذلك يتطلب عرض بيانات عن حجم تأثير الشركة على الايداعات في المصارف وتأشير نسبتها ونسبة استثمار هذه الايداعات في برامج التنمية بكل شفافية ووضوح، ليتسنى للباحثين والمهتمين بالشأن الاقتصادي الحصول على مؤشرات نجاح الشركة لتعينهم في تبصير اصحاب القرار الاقتصادي بمتطلبات التنمية من جهة وهي وسيلة ايضاً لنشرالثقافة المصرفية وتشجيع المواطنين على ايداع مدخراتهم. هكذا نكون قد عرضنا احد اهم اركان البناء المؤسسي المالي الرصين، الشركة تحتاج الى اعلام وعلاقات قوية قادرة على استقطاب الجمهور لتكون الفائدة، مركبة والعائد يعم الجميع، كما يتعين على المصارف استحداث حوافز تشجيعية بهدف جذب جمهور المودعين.
وأخيراً نسجل بعض المآخذ في ضعف اقسام التوعية المصرفية لبعض المصارف لعدم اختيار كفاءات علمية اعلامية شابة قادرة على اقناع الجمهور.