رغم شهرته العالمية.. عبد الرزاق قرنح غير معروف في بلاده

ثقافة 2021/11/16
...

  بريا سيبي
 
  ترجمة: خالد قاسم
صار الروائي الزنجباري المولد عبد الرزاق قرنح حديث العالم عندما كسب جائزة نوبل للآداب للعام الحالي، لكنه غير معروف كثيرا داخل بلاده تنزانيا. ويعد تتويج الكاتب البالغ من العمر 73 سنة حدثا استثنائيا بالنسبة للأدب الأفريقي، لكن روايات قرنح لا يمكن ايجادها في مكتبات دول شرق أفريقيا. وقال الشاعر والكاتب الزنجباري علي صالح: «إذا أظهرت صورته هنا فالناس سيرونه للمرة الأولى، ولا تعرف سوى نسبة مئوية صغيرة من سكان تنزانيا شيئا عن أعماله». ومع أن كتب قرنح تسوق أساسا في بريطانيا حيث عاش طيلة السنوات الخمسين الماضية، لكن رواياته العشر تحلل قضايا قريبة من قلب الزنجباريين. يستكشف قرنح تأثير الاستعمار على هوية شرق أفريقيا، وتجارب اللاجئين المجبرين على الهروب الى مناطق أخرى. ترك قرنح نفسه وطنه بسن 18 تقريبا هاربا من الفوضى وأعمال العنف التي أعقبت ثورة 1964 وسقوط حكم الأقلية العربية في زنجبار.اتحدت زنجبار بعد ذلك مع البر الرئيسي التنجانيقي لتشكل تنزانيا، ويحتفظ الكاتب برابطة قوية مع تلك الجزيرة وتبقى خلفية لكثير من قصصه. واضاف مدير أحد دور النشر التنزانية: «من المهم للتنزانيين قراءة عمل عبد الرزاق، اذ يغطي حقائق كثيرة تخصهم سواء كانوا داخل البلاد أم خارجها».بدأ بعض التنزانيين بالتعجب منذ اعلان الجائزة في تشرين الأول كيف أن كاتبا بمكانة قرنح لا يتابعه أحد في موطنه. وأثار ذلك نقاشا عن تراجع ثقافة القراءة داخل البلاد. وشهدت زنجبار بعد انتفاضتها قيام النظام الجديد بتعديل المناهج الدراسية، وقلل الاهتمام بالأدب اذ لا تمنح جامعات زنجبار الثلاث شهادة بالأدب. أما داخل البر الرئيس فالوضع مشابه وحصل تراجع مستمر بإتاحة الأعمال الأدبية، وركزت مكتبات ومدارس تنزانيا على الكتب المنهجية والتعليمية وقلصت الوصول للقصص. أما الأعمال غير القصصية والصحف فتبقى الشكل الأكثر انتشارا للقراءة، ويهتم صعود التكنولوجيا بإنكباب الشباب على الوسائط الرقمية. ونتيجة ذلك هي معاناة قطاع النشر التنزاني في بيع الأعمال الأدبية. تعد مكتبة «تي بي اتش» في العاصمة دار السلام إحدى محال قليلة لبيع الكتب تحتفظ بأعمال قرنح. وترتفع أسعار الكتب هناك بسبب ضعف قاعدة الزبائن، مما يجعلها غير متيسرة للكثيرين. لم يدخل عمل قرنح حتى الآن بالمنهاج الدراسي الأدبي في تنزانيا، رغم تضمين كتّاب أفارقة وسواحيليين آخرين. أحد أسباب ذلك هو أن قرنح يكتب بالانكليزية، وليس بالسواحيلية وهي اللغة المنطوقة من غالبية التنزانيين واللغة الأم لقرنح. وظهرت مطالبات جديدة بترجمة أعماله الى السواحيلية.
بدأت الدكتورة آيدا حاجيفايانيس، محاضرة سواحيلية بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، بالعمل على هذه الترجمة قبل فوز قرنح بجائزة نوبل. وتنهي حاليا أول ترجمة سواحيلية لكتابه «الجنة» ومن المقرر نشرها مطلع العام المقبل.
موقع بي بي سي البريطاني