ياسر المتولي
مشكلة البطالة في العراق سببها نمطية التفكير بالوظائف (التعويل على الوظائف الحكومية) والدولة متخمة! والجامعات تضخ مئات الخريجين وقطاع خاص مكبل !
هذه الصورة المشوهة انما هي انعكاس لسوء تخطيط الموارد البشرية وتوزيعها بين وفق حاجات البلد الاساسية للوظائف، اضافة الى عوامل اخرى معروفة كالتعيينات العشواية وفق أهداف مختلفة دون اي اعتبار للتخصصات .
فبينما ينشغل العراق في معالجة بطالة الخريجين بالطرق التقليدية يتجه العالم الى التكيف مع الوظائف الجديدة، التي يفرضها التطور التكنولوجي والالكتروني، لتحل محل الوظائف المكتبية والخدمية التقليدية الروتينية (البحث في متطلبات وظائف المستقبل).
فتشير الوقائع الى ان العام 2019 كان قد شهد عقد مؤتمر عالمي بشأن المتغيرات، التي طرأت على طبيعة الوظائف الجديدة وسبل التصدي لها ودراسة متطلباتها، وقد توقع استحداث 10 وظائف جديدة مرجحاً ظهورها بحلول العام 2024- 2025.
الا ان جائحة كورونا قد سرعت المشوار بظهورها من خلال تسريع الطلب عليها بحسب المحللين والمتابعين .
حيث بدأ المشوار بدخول وبإحلال هندسة الربوتات محل العديد من المهن اليدوية التقليدية، حيث ظهرت هذه التطبيقات والوظائف في العديد من القطاعات الخدمية، خصوصاً في مجال الطب والمختبرات الصحية، وكذلك في القطاع الزراعي والعديد من القطاعات الانتاجية الصناعية.
معنى ذلك ان العالم سيفقد العديد من الوظائف التقليدية واستعاضتها بالخدمات الالكترونية والتكنولوجية.
ولك أن تتصور حجم الفجوة بيننا وبين العالم الذي يتصدى لهذه التحولات بتطويع العلم نحو الذكاء الصناعي، واعداد الجيل القادر على ادارة التكنولوجيا الجديدة، فتحولت الجامعات الى ايلاء هذه التخصصات اهمية بالغة، بينما نحن منغمسون بتوسيع الجامعات باقسام لافائدة منها سوى زيادة عدد الخريجين العاطلين. ان البلدان النامية ومن بينها العراق، لا بد من أن تنتبه الى تاثير حجم التاخرعن ركب التطورالتكنولوجي والرقمي وانعكاساته على اقتصاديتها في المستقبل، من اجل ذلك دعونا لوقفة جادة ازاء هذا التطور لمواجهة تحديات ومتطلبات وظائف المستقبل الجديدة.
وبما ان التعليم هو المعني بذلك فتقع المسؤولية على عاتق الجامعات، لتتكيف مع مفاهيم الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتوجيه طلبة المستقبل للانخراط في تخصصات مجالات الذكاء الصناعي، لخلق جيل مسلح بادارة التكنولوجيا الحديثة.
وهناك وظائف في طريقه للظهور وبقوة الطباعة ثلاثية الابعاد، التي ستختزل الزمن والكلف في مجال الاعمال الهندسية والتصميمية، خصوصاً في مجالات البناء والاعمار. حيث ستندثر عمليات التصاميم التي كانت تستغرق عدة اشهر، لما تتمتع به التقنية الجديدة بالجودة والسرعة والدقة.
وينصح الخبراء بضرورة اعتماد الطاقة المتجددة والبديلة، التي يفرضها الواقع لما يمر به العالم من ضائقة في الموارد وكذلك هندسة البيئة والاستدامة، جميعها وظائف تعتمد على التقنيات الحديثة الكترونية والذكاء الصناعي.