الاقتصاد.. أسلحة التأثير والفاعلية

اقتصادية 2021/11/30
...

 بغداد: عماد الامارة
باتت الاسلحة الاقتصادية متفوقة في التاثير والفاعلية في الوسائل الستراتيجية ذات الثقل التقليدي في الممارسات الدبلوماسية بين الدول، ومع هذا التدني في فاعلية الادوات الستراتيجية للقوة التي سبق للدبلوماسية الدولية، ان اعتمدت عليها فان التهديد الذي تخشاه الدول الآن أخذ ينتقل من دائرة الامن الى دائرة التبعية الاقتصادية.
 
المختص بالشأن الاقتصادي د. عبد اللطيف شهاب بين انه «في اطار الرؤية الجديدة للتنافس الاقتصادي بين الدول، اصبح تحقيق التفوق الاقتصادي والتقدم الانتاجي يعادل الى حد ما في تأثيره على الدول الضغط العسكري، فضلا عن اقتحام الاسواق الاجنبية لا يقل أهمية عن القواعد العسكرية، اذ إصبحت الدول ذات القوى الاقتصادية تحقق أهدافا سياسية بوسائل التاثير الاقتصادي».
 
العلاقات الاقتصاديّة
واضاف «في ظل العولمة المتزايدة للنشاط الاقتصادي التي شملت الانتاج والتمويل والتكنولوجيا، والتي شكلت نمط الانتاج الراسمالي على نطاق العالم بأسره وهو نمط يغلب عليه نطاق قوة الشركات متعددة الجنسيات وازدياد الترابط بين اقتصاديات الدول، أصبحت متغيرات الاقتصاد العالمي مثل اسعار الصرف والسيولة الدولية وحركة الاستثمارات الاجنبية تؤثر في متغيرات الاقتصاد المحلي، وهذا اوجد صعوبات في الادارة والتعامل بالنسبة للدول المتعددة في مجال علاقاتها الاقتصادية مع العالم الخارجي، ما شكل نمطا من العلاقات الاقتصادية الدولية تلك العلاقات، التي تربط الدول مع بعضها، بحسب مصالحها الانية او المستقبلية في اغلب الاحيان على حاجاتها الملحة والتي يمكن فهمها من خلال معرفة طبيعة العلاقات الاقتصادية
الدولية».
 
الحقل الاقتصادي 
وأوضح ان «مفهوم العلاقات الاقتصادية الدولية يكون كممارسة ملموسة في حقل محدد للحياة، وهو الحقل الاقتصادي ويتضمن تبادل السلع والخدمات وراس المال والتكنولوجيا، وغيرها من مختلف مواضيع الاقتصاد العالمي وهذا يعني ان العلاقات الاقتصادية الدولية هي تلك العلاقات الناشئة بين المنخرطين بلدان ومؤسسات في العملية الاقتصادية التجارية على نطاق عالمي والقائمة، من اجل المنتجات المالية السلع والاشكال الاخرى مثل الخدمات ورؤوس الاموال والتمويل والتكنولوجيا».
 
الوقائع الاقتصاديَّة
وفي سياق متصل افاد المختص بالشان الاقتصادي احمد الشرع بأن «العلاقات الاقتصادية الدولية تعد من اهم مظاهر الحياة الاقتصادية الدولية المعاصرة، فلا يمكن تصور اقتصاد دولة في العالم الا وله صلة مع العالم الخارجي، فالوقائع الاقتصادية تدل على أن العلاقات الاقتصادية بين المجتمعات تعود الى مدة طويلة، لا سيما بعد تشكل الدول الحديثة مستفيدة من مزايا التخصص وتقسيم العمل لتحقيق الاستقرار واشباع الحاجات عبر التبادل وان كانت في حدود ضيقة في الماضي».
وتابع الدكتور الشرع «نمت العلاقات الاقتصادية الدولية بسرعة في العصور الحديثة بعد ان رافقها ظهور وتطور المذاهب السياسية والاقتصادية في الدول المختلفة، وقد رافق ذلك تطور في مجال الاتصالات وتطور وسائل الانتاج واتساعها».