بغداد : سها الشيخلي

 

تتطلب المرحلة الراهنة تحقيق ايرادات مالية للموازنة من قطاعات غير نفطية عبر تفعيل القطاعات الانتاجية ومنها السياحة، التي تعد موردا ماليا مهما، اذا ما استثمرت جوانبها المختلفة كالسياحة الدينية والعلاجية والترفيهية، وبحسب مدير عام المرافق السياحية الدكتور عبد القادر سعدي الجميلي فإنه ولأول مرة أصبحت هيئة السياحة  رابحة وليست خاسرة، وحتى نهاية العام الحالي فقد تصل وارداتها الى (12) مليار دينار، فضلا عن أنها بدات تدفع رواتب موظفيها عبر التمويل الذاتي.

وبين الجميلي في حديثه لـ {الصباح} أن {عدم وجود تخصيصات مالية للهيئة، فإنه وخلال هذه السنة أصبحت الهيئة رابحة وليست خاسرة، وهو ما لم يتحقق خلال السنوات السابقة وقد صرفنا رواتب موظفينا من وارداتنا وليس من تخصيصات وزارة المالية}، مؤكدا أن {الميزان التجاري من  اولوياته  كان النفط، لكنه الان يمتلك السياحة، وبات هناك تنسيق مشترك مع هيئة الاثار للارتقاء بها}.

 

تفويج السياح

تابع الجميلي { تردنا رسائل من دول ترغب في زيارتنا وتحديدا مدينة اور الاثرية بعد زيارة البابا فرانسيس لها، وسيتم تفويج العديد من السياح الى اور التي تحوي أماكن عديدة من السياحة الأثارية والدينية 

والبيئية}.

وأكد {تشكيل لجنة يرأسها الامين العام لمجلس الوزراء وعضوية  السياحة والآثار وجامعة بغداد ومحافظ ذي قار وبدأت اللجنة التخطيط لبناء الأماكن التجارية والمولات والفنادق والمطاعم، وستكون منطقة سياحية 

متكاملة}.

وأوضح أن {فترة بنائها ستأخذ سنتين او ثلاثة وتمَّ رصد مبلغ من قبل مجلس الوزراء وستشمل  من اور الى الاهوار بمساحة (80) كم  لتنتعش هذه المنطقة}.

واستطرد الجميلي {مرت الهيئة بمراحل كان آخرها دمجها والآثار مع  وزارة الثقافة، مع أن عملنا يتطلب ان تكون لنا قراراتنا الخاصة وطموحنا المستقل، الا أننا نامل أن نعود كما كنا  قبل 

الدمج}، مشيرا الى {أعداد الهيئة لدورات مكثفة للترويج  والتسويق السياحي للقطاع العام والخاص واليوم لدينا دورات للموظفين في الشركات السياحية}.

 

النفط الدائم

تحدث لـ {لصباح} المختص بالشأن الاقتصادي باسم جميل انطوان قائلا: إن {السياحة نفط دائم وصناعة من دون دخان، وفي العراق يوجد (250) الف مكمن آثاري، وحتى الآن نقبنا عن (12) الف موقع فقط}.

وأكد أن {زيارة بابا الفتيكان كانت انطلاقة سياحية دينية كبيرة، بحيث صارت تردنا أفواجا يومية تقدر بـ(8) أفواج ولكننا نشهد غياب الخدمات المكمّلة}.

واضاف {رغم ذلك يجب أن نبدأ بالترويج السياحي من خلال سفاراتنا وملحقياتنا، وأن نبني ملاكا سياحيا مثقفا من خريجي المعاهد والكليات في كل المحافظات، لكي نقلل البطالة لأن الخدمات السياحية لا يمكن أن تحلها المكننة، لذلك نحتاج الى بنى سياحية كبيرة ويجب التركيز على اهمية (الدليل السياحي) واعداد البرامج السياحية الناجحة}.

 

خطة خمسيَّة

أكد انطوان أن {زيارة البابا فتحت لنا أبواب السياحة، ما يحتم العمل على ستراتيجية للسياحة ورغم أنها موجودة لكنها ضعيفة التنفيذ وان الملاكات السياحية غادر أغلبها الى الخارج}.

واشار الى أن {في الخارج كل سائح يصرف عند دخوله للمرفق السياحي ألف دولار ونحن يدخل لنا ملايين السياح فأين هو المردود؟}.

وبين انطوان {فرنسا يدخلها سنويا (90) مليار دولار وكذلك تركيا (40) مليار دولار من السياحة، لذا يجب اعادة النظر بالستراتيجية التي تتكيف مع الواقع الذي نعيشه في الشرق الاوسط، واننا بلد متكامل سياحيا ولكن ادارة هذا القطاع ضعيفة}.

ودعا الى {اقامة الدورات ودراسة الاتيكيت السياحي واللغات الاجنبية، وعلى وزارة التخطيط ان تضع خطة خمسية للسياحة وزيادة مردودها وتشجيع الاستثمار فيها ودعم المستثمرين السياحيين، وبناء فنادق ملائمة في أور والاهوار، والاهتمام بمظهر ونظافة عمال الخدمة واقامة معارض تراثية وتاريخية في المدن السياحية بالتعاون من دار الأزياء لخلق فرص عمل لتقليل

البطالة}.