د. سعدالطائي
أدى الاعتماد الكبير من قبل المستهلكين في مختلف دول العالم في العصر الحالي على شبكة الانترنت، والاتساع المتزايد لأعدادهم الى ايجاد اقتصاد جديد ضمن حدود هذه الشبكة أطلق عليه اقتصاد الانترنت.
فثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بما انتجته من اختراعات كبيرة لعل أبرزها حاليا (شبكة الانترنت) وما تبعها من اختراعات وتطبيقات لها، جعلت من تلبية كثير من الاحتياجات يتحقق بفعل هذه التكنولوجيا التي يسرت وقللت الى حد كبير من العمليات التقليدية في تداول وتسويق السلع والخدمات التي كانت تستنزف الكثير من الجهد والوقت والاموال.
فيمكن عرض وتسويق البضائع والخدمات في المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الاتصالية المتعددة، كما ان عمليات الشراء والبيع بات قسم كبير ومتزايد منها يتم بواسطة شبكة الانترنت وتتم عملية البيع والشراء بواسطة التحويلات المالية الالكترونية، وحاليا بدأت هذه العمليات تتم باعتماد العمليات الرقمية في إنجازها.
فتحولت شبكة الانترنت الى اسواق مالية وتجارية واقتصادية دولية هائلة، مكنت من دمج اقتصادات عالمية متنوعة ومتعددة وبرؤوس اموال كبيرة، مما مكنت من توفير فرص ربحية كبيرة وسهلة وغير مكلفة نسبيا. ومكنت من الحصول على ارباح مالية من اسواق خارجية بفعل مهارات التعامل مع هذه التكنولوجيا ومدخلاتها ومخرجاتها وفهم آليات وستراتيجيات التعامل الصحيح مع المستهلكين والعمليات الاقتصادية التي تتم على شبكة الانترنت.
لقد مكنت ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من ايجاد واقع اقتصادي جديد يتسم بالعولمة وعبور الحدود الجغرافية بسهولة ويسر واندماج اقتصادي عالمي ولد عمليات انتاجية جديدة واساليب تسويقية جديدة وطرق مبتكرة في التداول والتبادل واتمام عمليات البيع والشراء وبما يتوافق مع هذه التكنولوجيا المتطورة. فضلا عن وظائف جديدة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والحاسبات والاتصالات، جاءت لتلبي الطلب المتنامي على المنتجات الاقتصادية الرقمية.
وللتدليل على مدى اهمية اقتصاد الانترنت فقد جاءت شركات التجارة الالكترونية، لا سيما شركتي أمازون وعلي بابا بصدارة الشركات على مستوى العالم بفعل الارباح الطائلة التي حققتها وبفعل تنامي عمليات البيع والشراء التي تتم بواسطتها والتي تجذب ملايين المستهلكين في مختلف دول العالم. وقد وفرت شبكة الانترنت فرعا اقتصاديا جديدا ومهما للغاية وهو اقتصاد البيانات والمعلومات، إذ إن ما توفره هذه الشبكة من بيانات ضخمة عن المستهلكين وعن الاسواق الاقتصادية في جميع دول العالم بات يعد كنزا ثمينا لايقدر بثمن يمكن عن طريقه معرفة أبرز مؤشرات الأسواق.
فالمعلومات الاقتصادية الموثوقة التي يحسن استغلالها يمكن ان تحقق مع الادارة الناجحة للمشروع الاقتصادي أعلى الأرباح المرجوة. لا سيما مع أسواق عالمية بلغ حجمها مليارات من المستهلكين في مختلف دول العالم، وهي ما تشكل فرصا كبيرة جدا في مجال الربحية وتوسيع التعاملات الاقتصادية للمشروع الاقتصادي ومده لكل دول العالم وعدم اقتصاره على حدود جغرافية ومقيدة.
إن التطورات الحاصلة في مجالات الاقتصاد المعاصر لا سيما اقتصاد الانترنت تتطلب من الجهات المختصة في بلدنا ايلاءه الاهمية التي يستحقها والعمل على استثمار الطاقات الاقتصادية الوطنية وتوظيفها في اقتصاد الانترنت من اجل دعم وتطوير اقتصادنا الوطني ومواكبة التطورات الاقتصادية العالمية، ومن اجل العمل على تنويع مصادر الاقتصاد العراقي وبما يضمن تطوره
وتقدمه.
