ورقاء الخزاعي
الفقر عدو شرس يقتل انسانية البشر وقيمهُ ويحوله الى وحش باحث عن قوته فقط، فلا شيء يورث المهانة والذل سوى الفقر، فالعيش لدى الناس يعني الحياة ولدى البعض الآخر، وهم الأغلبية الساحقة، يعني (الخبز) فهو مطلب البسطاء والذي أصبح في الحروب سلاحا يفوق أسلحة الدمار
الشامل.
ارتفاع غير متوقع بأسعار الطحين، حيث أصبح بين ليلة وضحاها يتراوح بين الـ 40 والـ 50 الف دينار عراقي لكل 50 كغم، بعد ان كان لا يتجاوز 15 الف دينار عراقي، ترى ما الذي
تغير؟.
البلد شهد وضعا مربكا منذ تغيير النظام عام 2003، فبالرغم من وجود كل المقومات من أرض صالحة للزراعة وتوفر نهرين يختزلان العراق الى نصفين من الشمال حتى الجنوب، إلا أن مساحات شاسعة من الاراضي الخصبة لم تستثمر بالشكل المجدي اقتصاديا، من خلال زراعتها وتغطية حاجة الاسواق المحلية، بل أصبحت تُترك ليستورد الطحين مـن دول الجوار، فمن المستفيد؟ .
هناك احصائيات عدة تؤكد أن العراق في مقدمة الدول التي تعد مستوردة لمادة الطحين بعد أن كان مصدرا لها في العقود السابقة، وتتحمل وزارة الزراعة سوء الإدارة في وضع خطط ستراتيجية لتطوير القطاع الزراعي لكل تلك السنوات، اضافة الى عدم سيطرة وزارة التجارة على الأسواق المحلية من خلال محاسبة التجار بالتعاون مع الجهات الرقابية الأخرى، كذلك عجزها عن توفير خزين غذائي لمواجهة مثل هكذا ازمات،رغم اختلاف التصريحات الرسمية للوزارتين
المذكورتين.
الى جانب ذلك فقد أشار اتحاد الغرف التجارية إلى تعرض الحنطة العراقية للتهريب بشكل مستمر إلى دول الجوار التي تعاني من اضطرابات داخلية، في الوقت الذي يتعرض العراق فيه الى شح في الامطار ما يؤدي الى النقص في المحاصيل
الزراعية .
خلاصة ذلك.. حقيقة ما يحصل في العراق هو انعكاس للازمات السياسية، لذلك نلاحظ بين فترة وأخرى تظهر ازمات جديدة، وكل ذلك يتعلق بحياة المواطن، فمنذ تغير سعر الصرف للدولار مقابل الدينار العراقي وتقليل قيمته الاقتصادية، فقد أكل من الدخل نسبة من مدخوله الشهري، بالتالي أضرَّ في حياة المواطن واقتصاد الأسرة، اضافة الى سوء ادارة ملف البطاقة التموينية التي يرصد لها مليارات الدولارات من دون
جدوى.