بغداد: حسين ثغب
لقد أصبح للطاقة المتجددة والنظيفة دور ستراتيجي في فترة التحول الطاقوي الحالي، التي تمتاز بالتنوع في الطاقة والتنوع الاقتصادي وتحقق التنمية المستدامة وتلبية الحاجة المتزايدة للطاقة، بعيدا عن الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية المهددة بالنفاد او الابتعاد عن استخدامها تدريجيا لأسباب تتعلق بالتغيرات المناخية.
وقد زاد تنوع انتاج واستخدام مختلف انواع الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين والمد والجزر وحرق النفايات وغيرها، وفي ما يتعلق بموضوع النفايات فهي أما أن يتم تدويرها او ردمها او حرقها، ويمكن اعادة تدوير النفايات للافادة منها والتخلص من النفايات ولحماية البيئة فضلا عن خلق فرص عمل.
حرق النفايات
خبير الطاقة الدولي د.فلاح العامري أكد أن {أفضل حل للتعامل مع النفايات وجعلها ذات جدوى اقتصادية يتم عبر حرقها لغرض تحويلها الى مصادر بديلة للطاقة، إذ تحقق مشاريع حرق النفايات عدة فوائد منها تحقيق أرباح وتوفر فرص تشغيل مستمرة فضلا عن توليد الطاقة الكهربائية او
الحرارية}.
وأشار الى {وجود أمثلة عديدة على أن مشاريع حرق النفايات تحقق جدوى اقتصادية وبيئية من تشغيلها وانتشارها، فمثلا محطة {مياشيما} اليابانية تحرق 330 ألف طن من النفايات سنوياً وتنتج منها 32 ميجا واط ساعة من الكهرباء الصناعية، كذلك محطة في الشارقة تقوم بحرق 300 الف طن من النفايات سنويا بدلا من إلقائها في المكبات وتحويلها إلى طاقة بقدرة 30 ميجاواط، تكفي لتزويد 28 ألف بيت بالكهرباء}.
المدن الكبرى
يذكر أن الزيادة المطردة لمعدلات إنتاج النفايات تعد مشكلة بيئية ملحة عالمياً، كونها ذات تبعات بيئية خطرة خاصة في المدن الكبرى، وفي بعض الأحيان يصعب التوسع بزيادة مساحة المكبّات التي يسبب تراكمها بصورة مستمرة تشويه للطبيعة. ومن أخطار استمرار تراكم النفايات في حالة عدم إعادة تدويرها او حرقها هو انبعاث غازات سامة الى الجو او تسرب ما تحتويه من سموم الى التربة او الى المياه الجوفية ومن ثم تنتقل الى الانسان وتهدد صحته وسلامته.
وتابع العامري أن {إعادة تدوير او حرق النفايات لتوليد الطاقة باستخدام وحدات متخصصة من شأنها تحويل الضرر الى فائدة صحية واقتصادية وبيئية، وان اعادة تدوير النفايات وحرقها يحقق جدوى اقتصادية وبيئية مقارنة بدفنها او حرقها عشوائيا، واصبح أحد الحلول المهمة والاساسية للتخلص من النفايات، ويسهم في تخفيف التلوث البيئي والتقليل من انبعاثاث الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري}.
تكلفة المشاريع
ولفت الى أنه {على الرغم من وجود أسواق واعدة لهذا النشاط لحجم النفايات على المستوى المحلي، ما زالت تكلفة إنشاء هذه المشاريع عالية بعض الشيء، ومردود الطاقة المحدود يشكِّل بعض التحديات أمام انتشار هذه المشاريع خاصة في البلدان النامية}.
وبيَّن العامري أنه في {اطار سعي العراق لتحقيق تنمية مستدامة وفقا لستراتيجية 2030، ما زالت هذه الصناعة في بداياتها ولا توجد رؤيا واضحة واهتمام واضح بها من قبل المؤسسات المعنية سواء في القطاع العام او الخاص، ومن الضروري الاستفادة من التجارب الاقليمية والدولية الأخرى التي نفذت استخدام هذا النوع من الطاقة النظيفة لاستخدامها في توليد الكهرباء وللمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة}.
توظيف الشباب
ونبّه الى أن {هذا المفصل المهم يمكنه توظيف عدد لا يستهان به من الشباب، ومن جميع الفئات ابتداءً من فئة من دون شهادة والحاصلين على شهادة الابتدائية والمتوسطة والاعدادية وتدريبهم على جميع عمليات جمع وتفريق او فرز هذه النفايات ومعالجتها ثم اعادة تدوير قسم منها وحرق القسم الاخر منها لغرض توليد الطاقة الكهربائية او
الحرارية}.
لافتا الى {امكانية اعتماد خريجي الكليات من الاداريين والماليين والاقتصاديين فضلا عن المهندسين في إدارة وتشغيل وتطوير وحدات حرق النفايات وبالامكان قيام الحكومات المحلية ببناء هكذا مشاريع ودعمها لتحقيق التنمية والبيئة المستدامة، كذلك بامكان قيام القطاع الخاص بهكذا مشاريع ويتطلب هذا دعما متواصلا وجديا ومثمرا من المحافظين لهكذا مشاريع وتسهيل الاجراءات وتذليل الصعوبات والابتعاد عن البيروقراطية}.