موسكو: وكالات
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو لا تطلب لنفسها أي ظروف استثنائية في مجال الأمن، لكنها لن تترك تحركات الغرب و"الناتو" العدائية ضدها بلا رد.
وقال بوتين في كلمة ألقاها أثناء اجتماع هيئة وزارة الدفاع الروسية ظهر أمس الثلاثاء: "لا نطلب لأنفسنا أي ظروف استثنائية، إذ تدعو روسيا إلى ضمان أمن متساو وغير منقسم في كل الفضاء الأوراسي".
وتابع: "بالطبع. في حال استمرار النهج العدواني السافر من قبل زملائنا الغربيين سنرد عليه باتخاذ إجراءات مناسبة في المجال العسكري التقني، وسنرد بشكل صارم على أي خطوات غير ودية ضدنا، وأود أن أشدد على أن الحق معنا في ذلك كليا". وأضاف أن من حق موسكو أن تتخذ "الخطوات الضرورية لضمان أمن روسيا وسيادتها".
وأضاف، أن روسيا ستواصل تحسين وتعزيز قدرات القوات المسلحة الروسية، وقال: "اعتمادا على قاعدة صلبة تم بناؤها في السنوات الأخيرة على أساس علمي وتكنولوجي قوي، يجب علينا بالطبع أن نواصل تحسين وتقوية قواتنا المسلحة".
وأضاف: "سنواصل العمل على هذا، الوضع العسكري السياسي في العالم لا يزال صعبا، فقد تزايدت احتمالات الصراع في عدد من المناطق، وظهرت بؤر توتر
جديدة".
وحمّل بوتين الولايات المتحدة مسؤولية توتر الوضع في أوروبا، وأردف: "إذا واصلت البنية التحتية التقدم، وإذا ظهرت منظومات الصواريخ الأميركية ومنظومات حلف الناتو في أوكرانيا، فإن زمن طيران الصواريخ كي تصل إلى موسكو سينخفض إلى 7- 10 دقائق، وإذا تم نشر أسلحة فرط صوتية سينخفض إلى 5 دقائق".
وأعرب بوتين خلال اجتماع مع قيادات الجيش في البلاد عن "قلقه إزاء نشر منظومات صواريخ أميركية بالقرب من الحدود الروسية".
ووجهت روسيا، أمس الثلاثاء، رسائل سياسية في خضم الأزمة المتصاعد مع أوكرانيا على خلفية الحديث عن حشد عسكري روسي ضخم على الحدود بين البلدين، حيث تتسم بعض هذه الرسائل بالمرونة والبعض الآخر بالصرامة إلى درجة التلويح بنشر أسلحة نووية.
وقالت الخارجية الروسية : إن موسكو لا ترى حاجة لإشراك أوكرانيا في مفاوضات الضمانات الأمنية في المرحلة الراهنة، وتعتبر موسكو أن أمنها القومي سيكون في خطر في حال انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت في وقت سابق أن اتصالات بين موسكو وواشنطن، قد بدأت لبحث الضمانات الأمنية التي طلبتها موسكو ،وان من الممكن توصل الطرفين إلى تفاهم بهذا الشأن.
وتريد روسيا ضمانات بألا يوسع حلف الأطلسي حدوده إلى أوكرانيا أو ينشر قوات أو أسلحة هناك على الرغم من تطلع كييف للانضمام إلى الحلف، وشكواها من حشد قوات روسية قرب حدودها في تهديد بغزو أراضيها.
في المقابل، تقول الولايات المتحدة على لسان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إنها تريد حوارا يزيل المخاوف الغربية من ممارسات روسيا.
وبشأن احتمال نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا المجاورة، قالت الخارجية الروسية : إن النظر في جميع الخيارات مطروح، إذا رفض "الناتو" مناقشة الضمانات
الأمنية.
من جانبه، اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين"، دميتري بيسسكوف، أن المشاركة في برامج الشراكة مع "الناتو" أمر، والاندماج ضمن البنية التحتية العسكرية للحلف أمر آخر، ويبدو من حديث بيسكوف أن هناك مرونة روسية إزاء مخاوف أوكرانيا، لكن ليس إلى درجة انضمامها إلى الأطلسي.
وقال بيسكوف: "تربطنا بمعظم البلدان الواقعة على أراضي الاتحاد السوفييتي السابق (مثل أوكرانيا) علاقات شراكة لذا تجري مناقشة أمور كهذه على نحو مستمر"، وتابع: "الكثير يتوقف على عمق وطبيعة المشاركة في كل برنامج على حدة".
وبدوره، قال كونستانتين غافريلوف، رئيس الوفد الروسي في محادثات فيينا حول الأمن العسكري والحد من انتشار الأسلحة،: إن موسكو لن تسمح بنشر البنية التحتية العسكرية للناتو في أوكرانيا وجورجيا، وأشار إلى استعداد روسيا للرد عسكريا، إذا ما استمر "الناتو" في "الضغط على النقاط المؤلمة".