طهران: الصباح
تستأنف، اليوم الاثنين، في العاصمة النمساوية فيينا المفاوضات النووية في جولتها الثامنة بين إيران والمجموعة الغربية، وسط توقعات حذرة بتوصل المجتمعين إلی نتيجة تستطيع إحياء الاتفاق النووي وعودة الجانب الأميركي لطاولة المفاوضات.
وتوصلت الجولة السابعة من المفاوضات التي انتهت في 17 كانون الأول الجاري إلى اتفاق علی مسودة نقاط موضوعة حالياً علی طاولة المفاوضات إذ من المقرر أن تتناول هذه الجولة النقاط التي تم الاتفاق علی بحثها.
وتعرب الأوساط السياسية عن أملها، بحذر، لنتائج مفاوضات الجولة الراهنة بسبب الخلافات الحادة الموجودة بين الجانبين الايراني والأميركي بشأن إزالة العقوبات التي فرضها الرئيس ترامب بعد انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018 والتي تراها طهران ضرورية لإحياء الاتفاق النووي وعودة الجانب الأميركي لطاولة 5+1 .
وكانت طهران قد بعثت بثلاث رسائل عشية استئناف الجولة الثامنة من المفاوضات الاولی قبولها بإعادة نصب كاميرات المراقبة في موقع كرج الذي يعمل علی تصنيع أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي كانت تطالب بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ والثانية إجراء تجربة ناجحة لاطلاق 12 صاروخا بالستيا استهدفت محاكاة لمفاعل ديمونا الاسرائيلي النووي؛ أما الرسالة الثالثة فهي تصريح مدير منظمة الطاقة الايرانية محمد اسلامي بعدم نية ايران رفع نسبة تخصيب اليورانيوم حتی في حال انهيار المفاوضات النووية في فيينا. ولكل من هذه الرسائل دلالاتها علی مسار مفاوضات الجولة الثامنة.
وتعتقد طهران بضرورة توصل المفاوضات لـ"اتفاق جيد" كما أن بقية الأطراف تعتقد ذات الاعتقاد لكن كلا الجانبين يعد "الجيد" وفق تصوراته ومصالحه إذ تنظر طهران إلی ضرورة إلغاء "عقوبات ترامب" بينما ينظر الجانب الاخر إلی قضايا أخری تتعلق بالصواريخ البالستية والعلاقة مع الإقليم؛ لكن في نهاية المطاف تتجه الأنظار إلى موقف المفاوض الأميركي روب مالي وماذا يمكن تقديمه من إجراءات ومواقف تستطيع تعزيز الثقة علی طاولة المفاوضات للتوصل لاتفاق يرضي المجموعة الغربية وايران علی حد سواء.