شاعر يبتدع باللغة.. شوقي عبد الأمير يوقّع مجموعته الكاملة

ثقافة 2021/12/29
...

 بغداد: محمد اسماعيل
أقامت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، حفل توقيع المجموعة الكاملة للشاعر شوقي عبد الامير، أدارها مدير عام دار الشؤون الثقافية العامة الشاعر د. عارف الساعدي، بحضور وزير الثقافة د. حسن ناظم.. وجمع من المثقفين اكتظت به قاعة عشتار في ديوان الوزارة، صباح أمس الأربعاء.
قال د. الساعدي: «شوقي عبد الامير، شاعر معجون باللغة، ومنصهر بالأساطير.. أحلامه غاطسة في الارض وأقدامه موغلة بالمستقبل» مؤكدا: «ها هي تنبض قلقا، كلما ابيضت شعرة في رأسه نضجت
 قصيدة فتية».
أضاف: «شاعر يحتاج لقارئ صبور.. يتنقل في القلق، عالقا على طين البدايات، يتتبع أماكن الأنبياء الاوائل.. الهاجس الديني يسكن نصوصه ولا يغادره، يتتبع خطى الانبياء ذاهبا الى اماكن... قيل مروا من هنا، يذهب الى مصر كي يرى الشمس التي مرت على موسى» لافتا الى أنه «خارج التجييل.. له مشاريع شعرية وملحمية الا انه يظل شخصية شاعرية، انتشر في العالم.. دولة.. دولة وعاصمة.. عاصمة ومدينة.. مدينة، لكن يبقى لبغداد في نفسه طعم خاص، يجعل أبناءها حريصين على توقيع أعمالهم فيها».
أفاد عبد الامير: «هذه لحظة مختلفة؛ وقعت والتقيت وعشت في عواصم كثيرة، لكن اللحظة.. بوجودكم اليوم نصل الى نقطة الذاكرة.. هذه بغداد وأنتم لحظة ستبقى الى الابد» منوها بأن «أصعب شيء الحديث عن التجربة الشخصية، سأروي في دقائق خطوطا عريضة عن مسيرتي.. بدأت في العام 1968 منطلقا من مهرجان كلية الاداب الذي فازت فيه قصيدتي بالجائزة الاولى، وعمري ثمانية عشر عاما:» شيعت أحلامي وكل خطابي.. مذ عدت أحلم لديك شباب” كاتبا العمود الى جانب قصيدة التفعيلة، التي حفل بها ديواني الاول “مغني الجزيرة” الذي اعتذرت وزارة الاعلام عن نشره، حيث عدَّ القاص موسى كريدي، قصيدة “الجسد الآخر” تزعج السلطة؛ إذ جاء فيها: “جسد... هو غير الجزيرة.. غير المدائن يفتحها المسلمون” وها أنا في الوزارة هذه اللحظة.. تلك هي النقلة العظيمة”.
استعرض الشاعر شوقي عبد الامير حياة الغربة: “رحت أجدد جوازي لدى السفارة العراقية في باريس، فهددتني؛ لأقطع علاقتي بالعراق واحتضنتني اليمن بجواز والعمل في الملحقية الثقافية لسفارتهم في باريس، وأصبحت مستشار اليونسكو في الشرق الاوسط، بعد 2003 تسلمت مكتب العراق في اليونسكو.. لم أتوقف عن الكتابة والترجمة.. سعيد اليوم بالجلوس بينكم”.
واصل الشاعر عبد الامير: “طوال خمسة وخمسين عاما من الكتابة اعتقد شعريا لا اعتزم أن أنال شيئا، فقط أعطي ما لدي.. لحظة عطاء.. ولادة.. هي لحظة السعادة أشعر بسعادة عند الكتابة.. لا أطمح لأكثر من الجمال.. يجب أن يظل العقل يرضع من ثدي الجمال».
تواصل الحاضرون مع أعذب قصائد الشاعر شوقي عبد الامير فائقة البلاغة، قرأها مشفوعة بوقائع كتابتها المشوقة، كأرق ختام مرهف للعام 2021 واستقبال لـ 2022.