بغداد: الصباح
شهد العراق خلال العام المنصرم مجموعة من الاحداث الاقتصادية التي يطالب المختصون بالشأن الاقتصادي بالتعامل معها بجدية للتصدي للتحديات الكبيرة التي تواجه العراق ومستقبل شعبه، اذ لن ينفع الكلام عن الطموحات والخطط بشأنها فقط، انما لا بد من المباشرة الفعلية الرصينة بخطوات تنويع الاقتصاد وتحسين بنيته التحتية، تفاديا لضياع الفرص والوقت عندئذ تتضح مدى جدية التوجهات لتحسين مصير البلد.
المختص بالشأن الاقتصادي عامر الجواهري قال: “قد يبدو للوهلة الاولى أن هناك تحسنا في الواقع الاقتصادي للبلد من خلال زيادة الايرادات الحكومية نتيجة ارتفاع أسعار النفط وتخفيض سعر الدينار ازاء الدولار، ما ساعد في معالجة جزء من فجوة العجز في الموازنة التخطيطية لعام 2021، لكن واقع الحال يؤشر الاعتماد الكلي الى تأثيرات العوامل الخارجية وما يحصل في السوق العالمية ورفع التضخم الذي يضغط أكثر على المستهلك العراقي”.
وأضاف الجواهري لـ”الصباح” ان “هناك مؤشرات على زيادة الاهتمام بالشأن الاقتصادي، لكنها كانت محدودة الخطوات التنفيذية الجادة، ما قلل من توقعات الافادة منها ومن تأثيرها وبالتالي فان ذلك يؤشر، ونقولها بجرأة، الى عدم جدية ادارة الملف الاقتصادي للبلد وعدم توفر ارادة التطوير والتنمية.
وأشار الجواهري الى” هناك بعض الرؤى التي تحتم الضرورة أخذها بالاعتبار، وهي تتمثل بزيارة قداسة البابا وفرص استثمارها لجذب أفواج السياح الأجانب لتطوير السياحة الداخلية، فضلا عن التوجه نحو المشاريع الستراتيجية التي تستثمر الموارد المحلية، وتكون خطوات نحو تنويع الاقتصاد مثل مشروع النبراس للبتروكيمياويات، الذي لم نلمس خطوات تنفيذية جادة لتقليص فجوة الزمن”.
وتابع “بالرغم من توقيع المرحلة الاولى من مشروع ميناء الفاو وهي صغيرة جدا، لكن من الضروري مراعاة المنافسة الدولية في موضوعة الموانئ وارتباط ذلك مع مشاريع الحزام والطريق التي تتناغم مع مشاريع انتاجية وخدمية ذات صلة”.
وأكد اهمية “وضع خطة شاملة لتنفيذ منطقة الفاو الاقتصادية، التي من الضروري التوجه لاكمالها لكي نضمن الاستفادة الاقتصادية المرجوة من الموارد الطبيعية والميزة المكانية بالتناغم مع الشراكات والاستثمارات الدولية”.
ولفت الجواهري الى أن “واقع حال العلاقات الاقتصادية الدولية يفرض التوصل الى اتفاقيات شراكة مع الدول وشركاتها، آخذا بالاعتبار الموارد الطبيعية المتاحة وميزة المكان وموقع العراق في طرق المواصلات الدولية، ما يفرض ضرورة وجود رؤية وقدرات تفاوضية وروح التنافسية الضرورية للبلد”.
واختتم حديثه متطرقا الى موضوع توقيع اتفاق المبادئ مع احدى الشركات الصينية لتنفيذ مصفى للنفط ومشروع بتروكيمياويات في منطقة الفاو، مهما لكن التحدي هو متى البدء بالخطوات التنفيذية لتحقيق الاستفادة والفوز بالسباق الدولي للدخول الى الأسواق وتنمية الاقتصاد المحلي الذي يوفر فرص
العمل”.