اقترح مختص في المجال العقاري والاستثمار، اللجوء إلى القطاع الخاص لتنفيذ مشاريع سريعة، تتعلق باستحداث الطرق والجسور والأنفاقن تدفع أموالها عن طريق الجباية المباشرة من المواطنين.
يأتي هذا في وقت تعاني فيه العاصمة بغداد من اختناقات مرورية تستنزف الوقت ولها تأثيرات كبيرة على الجانب الاقتصادي.
وقال المختص سعد زيدان لـ"الصباح": إن "أغلب الدول بدأت ومنذ سنوات الاعتماد على الاستثمار لتنفيذ مشاريع البنى التحتية، وأصبحت أجهزتها المختصة مجرد منسق بين المستثمر والمواطن الذي يدفع جباية مقابل خدمات متطورة"، مشيراً الى اهمية الاقتداء بتجارب حديثة كما يحدث في تركيا او مصر او الإمارات وقبلها
ماليزيا".
الحلول الاقتصادية
وأضاف أن "بغداد تعاني من زحامات خانقة وأسرع الحلول الاقتصادية استحداث طرق حوليَّة وسريعة وجسور ذي طابق او طابقين او أكثر وأنفاق متشعبة، وكل هذه المشاريع يمكن تنفيذها بالاتفاق مع القطاع الخاص، اذ تنفذ شركات استثمارية هذه المشاريع ويتم فرض تعرفة بسيطة للمرور فيها، وبذلك لا تدفع الدولة أي أموال، بل إنه وبعد جباية أموال المشروع وتحقيق أرباح للشركة خلال سنوات تنتقل ملكية المشروع للدولة التي يمكن جعل المرور فيه
مجاناً".
خدماتٌ متطورة
وتابع زيدان: إنه "لا يمكن لأي دولة حالياً تقديم خدمات متطورة، وتنفيذ مشاريع تكلف مليارات الدولارات مجاناً او بأسعار مدعومة، خاصة مع زيادة عدد السكان"، مبيناً ان التجربة المصرية هي الأقرب التي يمكن ان تنجح في العراق، اذ اعتمدت على القطاعين العام والخاص في تنفيذ المشاريع مقابل تعرفة او مبالغ مالية بسيطة او عن طريق التقسيط تتم جبايتها من
المواطنين.
في غضون ذلك، أكد مواطنون ضرورة تنفيذ طرق حديثة للتنقل الداخلي خصوصا في العاصمة بغداد، بسبب الازدحامات الخانقة التي تعطل اعمال المواطنين وصعوبة وصولهم الى اماكن عملهم، كما انها تستغرق أوقاتاً طويلة تؤثر سلبا في الحياة الاقتصادية في البلد، حاضين على أهمية تنفيذ هذه المشاريع بشكل سريع، سواء عن طريق جذب الاستثمارات، او تنفيذها من قبل أمانة العاصمة، لما لها من أهمية في تيسير حياة المواطنين وتشغيل العديد من الأيدي
العاملة.
المواطن أمين هاشم قال لـ"الصباح": إنه "يستغرق يوميا في الصباح بحدود ساعة كاملة وساعتين ظهرا، لإيصال ابنه من بيته الواقع في منطقة الشعب الى مدرسته في منطقة زيونة"، مبينا صعوبة التنقل خصوصا أن شارع القناة الذي عدَّه طريقاً حيوياً في العاصمة بغداد، يعاني من التقادم وعدم توسعته ليتناسب مع الزيادة السكانية وأعداد السيارات".
وأكد هاشم "أهمية جذب شركات خاصة سواء محلية او أجنبية من أجل زيادة عدد الطرق والجسور، لا سيما في العاصمة بغداد والأخذ بنظر الاعتبار تجارب دول العالم، التي نجحت في تعبيد طرق جديدة، وإنَّ تكلفتها ستكون رمزيَّة على المواطن لفترة من الزمن، مبديا عدم ممانعته في دفع ضريبة الشارع مقابل طريق معبد وسالك، ومختصر".
تنفيذ توسعة
من جانبها، قالت المواطنة رحمة ياسين: "أنا أعمل محاسبة في أحد المصارف في بغداد، استغرق يوميا ما يزيد عن ثلاث ساعات عن الدوام الرسمي، في طريق الذهاب والعودة من الدوام بسبب زحمة الشوارع، خصوصا في أيام دوام المدارس والجامعات، حاثة على ضرورة تنفيذ توسعة للطرق الحالية، اضافة الى تعبيدها لتسهل مرور حركة
السيارات".
وأشارت ياسين الى أن هذه المشاريع تقع على عاتق أمانة العاصمة، وأنها تشغل العديد من الأيدي العاملة، الا أنها قالت لا يمكن للمواطن أن يتحمل ضريبة الطرق، لأنها تقع على عاتق الدولة في توفير خدمات البنى التحتية للمواطنين".