لندن: أ ف ب
أسهمت الاضطرابات في كازاخستان العضو في منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك)، في ارتفاع أسعار الذهب الأسود إذ يخشى المستثمرون احتمال انقطاع الإمدادات، لكن سوق اليورانيوم تبدو بمنأى عن الأحداث حتى الآن رغم أنَّ البلاد هي ثاني منتج لهذه المادة في العالم.
يؤكد المحلل بيارن شيلدروب لدى الشركة المالية «سيب» أن «أعمال الشغب تمثّل بوضوح خطرًا على إمداد السوق العالمية» بالنفط. خلال الأسبوع، ارتفعت أسعار الخام نحو خمسة بالمئة والجمعة تجاوز خام برنت عتبة 83 دولارًا للبرميل الواحد، مسجّلًا بذلك «أعلى مستوى له منذ ارتفاع الأسعار الذي بدأ مع ظهور متحوّرة أوميكرون أواخر تشرين الثاني»، بحسب المحلل كارستن فريتش لدى مصرف
«كوميرزبنك».
واندلعت الاحتجاجات الأحد في المقاطعات إثر ارتفاع أسعار الغاز ثمّ امتدت إلى مدن أخرى وخصوصا إلى ألماتي، العاصمة الاقتصادية للبلاد حيث تحولت التظاهرات إلى أعمال شغب أدت إلى سقوط قتلى.
كازاخستان هي أكبر دولة منتجة للنفط في آسيا الوسطى، وتحتلّ المرتبة الـ12 لاحتياطات الخام المؤكدة عالميًا، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية. وكانت كازاخستان تنتج حوالى 1,8 مليون برميل في اليوم عام 2020.
تمتلك كازاخستان، تاسع أكبر دولة في العالم، بالمنغنيز والحديد والكروم والفحم.
كما تملك ثاني أكبر موارد مكتشفة لليورانيوم في العالم، بحسب تقرير «سيكلوب» السنوي حول المواد الأولية. تزوّد كازاخستان المحطات النووية الفرنسية باليورانيوم وتؤمن 40 بالمئة من الإنتاج العالمي، بحسب بيانات الشركة الاستشارية «سي ار يوم كونسالتينغ»
الاستشارية.
يرى المحلل توكتار تورباي لدى هذه الشركة أن الأزمة الحالية «قد تسبب ازعاجًا طفيفًا» لكن ليس أزمة حقيقية، إذ إن الصين كدّست ما يكفي من اليورانيوم لتلبية حاجاتها في حال حصول اضطرابات على المدى القصير. ويوضح تورباي أن «مناجم اليورانيوم تقع في مناطق نائية في إقليم تركستان الذي لا يزال بمنأى عن التظاهرات والمواجهات الدائرة في البلاد».
ويشير المحلل نفسه إلى أن «أكثر من نصف صادرات اليورانيوم الكازاخستاني مخصصة للصين»، موضحا أنه «قد يكون هناك عقبات لوجستية في تسليم المنتجات على الحدود، لأن الطرق الرئيسة تمرّ في منطقة الماتي»، حيث تدور المواجهات الرئيسة.