طهران: محمد صالح صدقيان
تتواصل المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية فيينا وسط تكتم شديد علی تفاصيل هذه المفاوضات علی الرغم من "التفاؤل الحذر" الذي تبديه الأوساط المواكبة لهذه المفاوضات بشأن "التقدم البطيء" الحاصل في مسار المفاوضات.
ولم يتطرق المرشد الإيراني، علي خامنئي، للمفاوضات خلال الكلمة التي ألقاها أمس في اجتماع لمواطني مدينة قم واكتفی بالدعوة لعدم الاستسلام للضغوط التي يمارسها "الأعداء"، في إشارة منه لرضاه عن مسار المفاوضات والنتائج المتحققه فيها؛ في الوقت الذي لم يتطرق فيه الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي لهذه المفاوضات أيضاً خلال الكلمة التي دافع فيها عن موازنة العام الجديد أمام البرلمان الإيراني؛ الأمر الذي يشير إلی عدم رغبة طهران في التاثير في مسار المفاوضات الجارية في فيينا وإعطاء المفاوض الإيراني علي باقري الفرصة الكاملة لتحقيق المصالح الإيرانية.
وفي هذه الأثناء نفی مستشار الوفد الإيراني في فيينا محمد مرندي في حديث له مع "الصباح" توصل المفاوضين لاتفاق مؤقت لمدة عامين، مشيراً إلی أن مثل هذه المعلومات لا صحة لها علی الاطلاق وأن المفاوضات تدخل مرحلة حاسمة لمناقشة قضايا جوهرية ربما خلال الأسابيع المقبلة.
وعند سؤال "الصباح" عن الأجواء التي تحيط بالمفاوضات، أوضح أن ذلك يتعلق بموقف الجانب الأميركي وهو وحده يستطيع الإسراع بوتيرة المفاوضات في حال القبول بإلغاء "عقوبات ترامب" من دون مماطلة ومضيعة للوقت.
وقالت مصادر مواكبة إن ايران لا يمكن لها الجلوس بشكل مباشر مع الجانب الأميركي لأسباب تتعلق بــ"سلاح العقوبات" الذي ماتزال الولايات المتحدة متمسكة به حيال إيران "وما لم يرم المفاوض الأميركي هذا السلاح خارج القاعة ويدخل كبقية المفاوضين فإن الحوار المباشر لايمكن له أن يحصل".
وأكدت المصادر "عدم إمكانية الجلوس في قاعة مفاوضات تحت طائلة السلاح"؛ في إشارة إلی ضرورة إلغاء العقوبات قبل أي حوار مباشر مع واشنطن.
ورأی النائب السابق حشمت الله فلاحت بيشه أن المفاوضات وصلت إلی نقطة لا يمكن التراجع عنها بسبب قربها من الاتفاق؛ لأن الجانبين الإيراني والأميركي يعملان علی التوصل لاتفاق بينما الأطراف الأخری تعمل علی إطالة المفاوضات خدمة لمصالحها الذاتية ورغبتها في الحصول علی مصالح لبلدانها من خلال المفاوضات.
وتشير المصادر إلی أن الدول الغربية تحاول الضغط علی المفاوض الإيراني بوسائل متعددة للإسراع في التوصل لاتفاق من دون التركيز علی التفاصيل لكن المفاوض الإيراني يعمل علی برنامج معين ولا يمكن له تجاوز هذا البرنامج في الوقت الذي تعمل لجنة في مجلس الأمن القومي الايراني لمتابعة مسار المفاوضات وهي في حال انعقاد دائم لمعالجة أية نقطة يحتاجها المفاوض الإيراني.