ترجمة أحمد الموسوي
تقوم الإدارة الاميركية وحلفاؤها بإعداد مجموعة جديدة من العقوبات المالية والتكنولوجية والعسكرية ضد روسيا، بينما تؤكد الإدارة دخول هذه العقوبات حيز التنفيذ في غضون ساعات من اجتياح روسي لأوكرانيا، على أمل أن يوضح الإعلان عن هذه الإجراءات، للرئيس فلاديمير بوتين حجم التكلفة الباهظة التي سيتحمل دفعها جراء دفع قوات بلاده بعبور الحدود إلى
اوكرانيا.
في المقابلات رسمية، وصف المسؤولون الاميركيون تفاصيل تلك الخطط لأول مرة، قبيل سلسلة من المفاوضات الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة مع موسكو، التي ستنطلق اليوم الاثنين في جنيف. وتعتبر الأوضاع التي تشهدها اوروبا بخصوص الأزمة الأوكرانية، واحدة من أخطر اللحظات منذ انتهاء الحرب الباردة.
وتشمل هذه الخطط التي ناقشتها الولايات المتحدة مع الحلفاء في الأيام الأخيرة عزل أكبر المؤسسات المالية الروسية عن المعاملات العالمية، إضافة إلى فرض حظر على التكنولوجيا الأميركية الصنع اللازمة للصناعات الدفاعية والاستهلاكية، وصولاً إلى تسليح المعارضين للتدخل الروسي في أوكرانيا، في خطوة تهدف إلى خلق حرب عصابات، إذا تعلق الأمر
بذلك.
نادراً ما يتم الاعلان عن هذه الإجراءات، لكن مع اقتراب المفاوضات الروسية – الأميركية، والبحث في مصير حدود أوروبا لفترة ما بعد الحرب الباردة، يؤكد مستشارو الرئيس بايدن أنهم يحاولون إرسال إشارة إلى السيد بوتين عن ما سيواجهه، على أمل التأثير في قراراته في الأسابيع المقبلة.
وستقود المفاوضات المزمع عقدها اليوم الاثنين، نائبة وزيرة الخارجية ويندي شيرمان، وهي دبلوماسية متمرسة، شاركت في التوصل للاتفاقية النووية عام 2015 مع إيران. ومن المتوقع أن يضغط المسؤولون الروس على مطالبهم بالحصول على "ضمانات أمنية"، بما في ذلك حظر نشر أي صواريخ في أوروبا يمكن أن تضرب روسيا ونشر أسلحة أو قوات في دول الاتحاد السوفيتي السابق التي انضمت إلى الناتو بعد سقوط جدار برلين.
ويطالب الرئيس بوتين كذلك بإنهاء توسع الناتو، بما في ذلك وعود بأن أوكرانيا لن تنضم إلى الحلف النووي. بينما أكدت إدارة بايدن أنها مستعدة لمناقشة جميع المخاوف الأمنية الروسية. ومن المقرر أن يجتمع أعضاء حلف الناتو يوم الأربعاء القادم مع روسيا في بروكسل، بعد يوم من المفاوضات في فيينا، سيكون المسؤولون الأوكرانيون أيضاً على الطاولة لأول مرة، لإجراء محادثات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وبوجود 57 عضواً، فإن هذه المجموعة كبيرة لدرجة أن قلة يتوقعون مفاوضات
جادة.
يشعر الدبلوماسيون الأميركيون بالقلق ازاء إمكانية الروس إعلان أن مخاوفهم الأمنية لم يتم تلبيتها، مستخدمين إياها كمبرر لعمل عسكري في أوكرانيا. وقال وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكين يوم الجمعة الماضي "لا ينبغي أن يتفاجأ أحد إذا قامت روسيا بالادعاء بوجود تحريض ضدها وأخذت على أساسه فعلاً عسكرياً".
ورفض المسؤولون الإفصاح عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لعزل روسيا عن نظام السويفت الذي ينفذ معاملات مالية عالمية بين أكثر من 1100 بنك في 200 دولة. لكن المسؤولين الأوروبيين يقولون إنهم ناقشوا هذا الاحتمال، وهو أمر رفضت معظم القوى الأوروبية الكبرى الخوض فيه حتى وقت قريب، خوفاً من أن ترد روسيا بإيقاف تدفق الغاز والنفط إلى اوروبا في الشتاء.
صحيفة النيويورك تايمز