بغداد: فرح الخفاف
يتجه العراق والسعودية إلى عقد شراكات فاعلة بين البلدين في المجال الصناعي لما يشكلانه من أهمية في المنطقة والعالم لتحقيق تكامل ثنائي يعود بفوائد مشتركة للشعبين الشقيقين.
ويرى المختص بالشأن الصناعي عقيل السعدي أن “الشراكات بين البلدان يمكن ان تحفز وتدفع عجلة الصناعة إلى الأمام”.
ويعد العراق والسعودية من أكثر بلدان المنطقة ثراءً من حيث الثروة الطبيعية وأكبر اللاعبين حالياً في سوق النفط، فضلا عن موقعيهما المهمين.
وقال السعدي لـ “الصباح”: إن “العراق يمكن له الافادة من التجربة الحديثة للسعودية في انشاء المصانع والمعامل المتطورة، خاصة في إحياء المتوقف منها”.
وتستهدف السعودية الوصول في العام 2030 إلى نسبة 33٪ من مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي، في حين وضع العراق ضمن الورقة البيضاء خطة لانشاء وتطوير المدن الصناعية والمناطق الحرة.
وأضاف السعدي ان “الحكومة اذا أرادت تطوير القطاع الصناعي فيجب عليها دعم القطاع الخاص بشكل حقيقي، فتعمل على توفير مستلزمات نجاحه من توفير الطاقة وتقديم تسهيلات الاستثمار والإعفاءات وزيادة الرقابة على المستورد”، لافتاً إلى “أهمية توجيه الشراكات سواء مع السعودية او إيران او تركيا او الأردن او مع أي دولة أخرى إلى شراكات بين القطاعات الخاصة، او شراكات ثلاثية او رباعية، أي بين القطاعين العام والخاص في العراق مع قطاعات هذه الدول، لخلق حالة تكامل مثمرة”.
وكان وزير الصناعة والمعادن منهل الخبّاز قد التقى نظيره السعودي ضمن فعاليات قمة مستقبل المعادن ومؤتمر التعدين الدولي في الرياض، لبحث توسيـع التعاون الصناعي والاقتصادي بين البلدين.
وأكد الخبّاز خلال اللقاء قوة العلاقات التي تربط العراق والسعودية وحرص الحكومة العراقية على توسيع آفاق التعاون الصناعي والاقتصادي مع المملكة في ظل التوجه الحكومي نحو دعم القطاع الخاص وتسهيل عمل المستثمرين العرب والأجانب للمساهمة في تطوير الصناعة العراقية وقطاعات الدولة
الأخرى.
وأشار إلى أهمية المؤتمر في تبادل الخبرات وتسليط الضوء على قطاع التعدين والفرص الاستثمارية الواعدة في هذا القطاع، معرباً عن أمله بأن تسهم هذه المؤتمرات واللقاءات المُشتركة في إقامة مشاريع وعقد شراكات فاعلة في المجال الصناعي تخدم البلدين
الشقيقين.
مـن جانبه، أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي رغبة بلاده في توسيع التعاون والعمل المُشترك مع العراق في جميع المجالات والقطاعات، مُبدياً الاستعداد لتبادل التجارب والخبرات للنهوض بصناعة
البلدين.
كما اطلع وزير الصناعة والمعادن على إمكانيات عدد من المواقع والمؤسسات الصناعية في مدينة الرياض، حيث زار المدينة الصناعية وشركة المنتجات الطبية ومصنع نبض للصناعات الطبية المُختص بشبكات الشرايين وإنتاج البالون، وتعرف عن كثب على مُجريات العمل والتقنيات الحديثة المستخدمة، واستمع إلى الإجراءات والأساليب المتبعة في إدارة وتطوير المدن الصناعية.
وأشار الخبار الى أهمية الإفادة من التجارب الناجحة في مجال إقامة المدن الصناعية والصناعات الدوائية والصناعات الأخرى لتطوير الإمكانيات وتعزيز الخبرات العراقية من خلال عقد شراكات حقيقية بين القطاعات الصناعية الحكومية والخاصة في كِلا البلدين في ظل توجهات البلدين لتوطيد أواصر التعاون في كل المجالات.