بغداد: مصطفى الهاشمي
شدد أكاديمي اقتصادي على ضرورة وضع خطط من قبل وزارتي الزراعة والتجارة لتسلم المحاصيل الزراعية من الفلاحين وضمان حصولهم على مستحقاتهم من تسويق تلك المحاصيل، في وقت يرى فيه مختصون أهمية استخدام المياه الجوفية ووسائل الري الحديثة لتعويض خفض المساحات الزراعية الى النصف لهذا الموسم.
وفي هذا الشأن أشار الدكتور ماجد البيضاني في حديث لـ “الصباح” الى ان الخطط يجب أن تكون شاملة بما يضمن حصول الطرفين على مبتغاهما، أي أن يحصل الفلاح على الدعم في موضوع الأسمدة والبذور، وان تحصل الدولة، بالمقابل، على المحاصيل الموسمية في وقتها المقرر”.
ولفت البيضاني الى أنه “على الرغم من انخفاض المساحة المقررة للخطة الزراعية بسبب نقص المياه، فهذا لايعني ايجاد البديل المتمثل بالمياه الجوفية التي يزخر العراق بها”، موضحا أن “استخدام المياه الجوفية وتطبيق آليات الرش الحديثة من شأنه أن يعوض نقص المياه في الجانب الزراعي”.
ودعا البيضاني، القائمين على هذا الملف، الى اعتماد هذه الخطط كمنهج في موسم الصيف أو قلة الأمطار التي تسبب شح المياه، لان ذلك من شأنه أن يوفر الدعم الوافي للفلاحين، ويخفف عن كاهل المواطن من جانب وفرة المحاصيل المحلية التي تمتاز بنكهتها وطعمها الذي تفتقر اليه الخضراوات والفواكه المستوردة”.
وكان المختص بالشأن الاقتصادي الدكتور أحمد عمر الراوي قد بيّن أن “المياه السطحية التي تستخدمها الزراعة في البلد تقدر بنحو 85 بالمئة من مجموع المياه المستخدمة، ما يحتم التأكيد على استخدام المقننات المائية القياسية في الري، إذ تستخدم حاليا كميات من المياه للدونم الزراعي تعادل ضعف المقننات القياسية، مما يؤدي الى هدر كميات كبيرة كان بالإمكان مضاعفة المساحة المزروعة بها”.
وأكد الراوي ضرورة “نشر وتوسيع طرق الري الحديثة وهي إحدى الوسائل الاساسية في رفع كفاءة الري من 50 بالمئة الى 90 بالمئة وتعمل على رفع الانتاجية الزراعية بنسب تتراوح بين 40 و 65 بالمئة لكثير من المحاصيل الزراعية، فضلا عن استخدام المياه الجوفية في عمليات الري التكميلية للزراعة المطرية، إذ غالبا ما تنقطع الأمطار بوقت مبكر في العراق قبل نضج المحاصيل المعتمدة على الأمطار مما تتأثر الانتاجية بشكل كبير، الامر الذي يتطلب ري هذه المحاصيل باستثمار المياه الجوفية لاستكمال نضجها والحصول على معدلات انتاج عالية”.
من جهتها بيّنت عميد كلية اقتصاديات الاعمال في جامعة النهرين الدكتورة نغم حسين: إن “السيول الجارفة والفيضانات التي حدثت في المناطق الشمالية، تدعونا الى ضرورة العمل على تحويل آثارها السلبية الى ايجابية، وذلك بالافادة من هذا الكم الهائل من المياه الذي تولد من سقوط الأمطار الغزيرة وأدى الى امتلاء بعض روافد نهر دجلة وخاصة نهر الزاب الصغير الذي حمل كميات هائلة من المياه”.
وأضافت حسين: “هنا تأتي أهمية الادارة المائية، والتي قامت وزارة الموارد المائية مسبقا وحاليا، من دون أدنى شك، باعتماد ستراتيجية ناجحة في المحافظة على المخزون المائي وتوزيع اطلاقاته وقت الحاجة وحسب المقادير، التي تراها الوزارة مناسبة لذلك، لا سيما أن هذه السيول والأمطار جاءت في وقتها إذ تعاني بعض مناطق البلد الزراعية من شح في
المياه”.