انتقدت المعارضة الأوكرانية الخطاب الغربي بوجه روسيا في الأزمة الأخيرة، وبينما أبدت الرئاسة الأوكرانية موقفاً جديداً حول جدية الاجتياح الروسي للبلاد، تحدثت وسائل إعلامية أميركية عن نفاد صبر واشنطن إزاء كييف.
وقال رئيس المجلس السياسي لحزب "منصة المعارضة – في سبيل الحياة" المعارض في أوكرانيا فيكتور مدفيدتشوك، إن الغرب يستخدم كييف كرأس جسر عسكري ضد روسيا. وأضاف مدفيدتشوك، أن لدى الغرب هدفا ستراتيجيا دفعه منذ فترة طويلة لاستخدام أوكرانيا كنقطة انطلاق ضد روسيا. وأشار إلى أن أكثر ما يثير امتعاض الغرب، هو تعزز مكانة روسيا في العالم، وقال: "اليوم تتعثر علاقات الولايات المتحدة مع الصين، التي تملك علاقات ودية مع روسيا، والعديد من دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ويثير امتعاض الغرب النجاح الذي حققته روسيا في سوريا والشرق الأوسط" . ويرى مدفيدتشوك أن، السبب الرئيسي لتصعيد الموقف مؤخرا، هو أن روسيا سلمت الولايات المتحدة والناتو، رسائل طالبت فيها بضمانات أمنية مسجلة بشكل قانوني. في غضون ذلك، أكدت وسائل إعلام أميركية أن الخلافات تتزايد بين واشنطن وكييف بشأن خطر تعرض أوكرانيا لـ "الغزو من قبل روسيا" .
وأشار موقع "بوليتيكو" إلى أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الذي دق ناقوس الخطر بشأن "حرب محتملة مع روسيا"، غيّر الآن موقفه ويقلل من خطورة الوضع.
ونقل الموقع عن أشخاص مقربين من زيلينسكي وأفراد في فريقه تأكيدهم أن الرئيس الأوكراني غيّر نبرته، لا سيما بسبب عدم رضا كييف المتزايد إزاء نهج إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال مسؤولون في أوكرانيا وفي أوروبا للموقع: إن شروع الولايات المتحدة في إجلاء جزء من طاقمها الدبلوماسي من أوكرانيا كان قرارا سابقا لأوانه، وتسبب في زرع الخوف بين سكان البلاد واضطرابات في الأسواق المالية، ما زاد من تكاليف الاقتراض بالنسبة لكييف. وأعلن زيلينسكي في تصريحات صحفية أنه يعتبر بدء الولايات المتحدة وبريطانيا إجلاء دبلوماسييهما من كييف خطأ، داعيا الزعماء الأجانب إلى عدم زرع الرعب بين الناس وعدم الإضرار باقتصاد بلده.
وأقر شخص واحد من مصادر الموقع بأن زيلينسكي يتخوف من أن بايدن يضخم عمدا الخطر المزعوم الناجم عن روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، بغية فتح المجال لإبرام صفقة مع الكرملين قد تمنح موسكو المزيد من السيطرة على منطقة دونباس في جنوب شرقي أوكرانيا.
في الوقت نفسه، أكدت تقارير إعلامية أميركية أن صبر واشنطن إزاء زيلينسكي بدأ بالنفاد. ونقل موقع "بووك" في وقت سابق عن ثلاثة مصادر في إدارة بايدن والكابيتول وصفها، في حوارات جرت معها خلال الشهرين الأخيرين، الرئيس الأوكراني بأنه "يصبح مزعجا ومثيرا للغضب وغير بناء على الإطلاق" . وأكدت شبكة "سي أن أن" أن هناك "علامات انقسام" بين إدارتي بايدن وزيلينسكي في الآونة الأخيرة، مقرة بأن واشنطن ليست راضية عن "تقليل القيادة الأوكرانية من خطورة الوضع" .
ونقلت الشبكة عن مصدر في الإدارة الأميركية تحميله فريق زيلينسكي المسؤولية عن تشويه الحقائق وتسريب معطيات، متسائلا بشأن سبب مطالبة كييف واشنطن بتقديم مزيد من المساعدات العسكرية إليها في وقت تصر فيه القيادة الأوكرانية على أن مستوى الخطر لم يتغير.
وكانت الشبكة قد أكدت أن المكالمة الهاتفية بشأن "الخطر الروسي" بين بايدن وزيلينسكي الخميس الماضي "لم تنجح" بسبب بروز خلافات بين الزعيمين بشأن مدى خطورة الوضع.
ونقلت الشبكة عن مسؤول أوكراني رفيع المستوى تأكيده أن بايدن صرح خلال المكالمة بأن واشنطن لن تعرض على كييف كميات ملموسة إضافية من المساعدات العسكرية، بينما دعا زيلينسكي نظيره الأميركي إلى "تهدئة النبرة" بشأن خطر "الغزو الروسي" .
وكانت روسيا قد نفت مرارا وتكرارا المزاعم الغربية عن تخطيطها لغزو أوكرانيا، محذرة من خطر تدبير استفزازات في منطقة دونباس في الفترة القادمة.