صباح محسن كاظم
يسعى العالم نحو تحقيق البيئة الخالية من التلوث الصناعي، ثمة بدائل عديدة لاستخدامات النفط، لذلك تسعى الأمم لتطوير تلك البدائل باستثمارها كطاقة نظيفة لاتترك مخلفات تأثيرية بالبيئة، والغاز أحد البدائل كطاقة الأمواج، والطاقة الشمسية، والطاقة النووية لأغراض إنتاج الكهرباء، والغاز بالعراق يحتل المرتبة الحادية عشرة عالمياً والمرتبة الخامسة عربياً وبمقدار 132.22 تريليون قدم
مكعب.
العراق لديه مصدران للغاز الطبيعي أولهما الغاز يتميز استثماره بقلة التكاليف، إذ لا يحتاج إلى عمليات تنقيب وحفر واستخراج كونه يأتي مصاحبا للنفط المستخرج ولايحتاج سوى الى مد الأنابيب والتسويق إلّا أنه يهدر هذا الغاز بإشعال 629 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي ليصبح ثاني أكبر بلد يحرق الغاز في العالم بعد روسيا. أما المصدر الثاني للغاز هو الغاز الحر الذي يتميز استثماره بتكاليفه الباهظة الكلفة بسبب الحاجة لعمليات التنقيب، والحفر،
والتنقية .
ذكر أن شركة سيمنز الألمانية وجدت أنه بإمكان العراق ان يوفر 5 مليارات ومئتي مليون دولار تقريبا خلال السنوات الأربع المقبلة من خلال تقليص نسبة الغاز المصاحب (المهدور) وتوفير اكتفاء ذاتي من ناحية أخرى لما تحتاجه محطات توليد الطاقة الكهربائية التوربينية من وقود
الغاز.
كمية الغاز المحروق المصاحب للنفط الخام المنتج في آبار البصرة تقدر سنويا بنحو 12 مليار متر مكعب وهي كميات تفوق الاستهلاك السنوي لدولة النمسا
بأكملها.
حاجة العالم للغاز كبيرة خصوصا من قبل أوروبا سوف تتصاعد في السنوات المقبلة، وهو ما يجعل العراق قادرا على تلافي أي ازمات اقتصادية من خلال تطوير انتاج الغاز والذي يجب ان يبدأ بعملية مسح شامل لكل حقول الغاز وتطويرها وانشاء محطات غازية. حقاً كل زيارة لكركوك والبصرة أرى كيف يهدر الغاز من أكثر من نصف قرن، في حين لو استثمر بالشكل الصائب لحلت مشكلة كهرباء العراق التي أنفقت عليها المليارات هدراً، وصرنا من المكبلين بإرادة دول الجوار ومرهون توفر الكهرباء بحسن العلاقات وتسديد الفاتورات المكلفة.. لعلّ الحكومة المقبلة تنظر لقضية وطنية مهمة وهو استثمار الغاز العراقي بالشكل الذي يحقق المصلحة
الاقتصادية.