روسيا تعزّز انتشارها العسكري في بيلاروسيا

قضايا عربية ودولية 2022/02/05
...

 هولي بانكروفت
ترجمة: أنيس الصفار        
ادعى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن روسيا لا تزال مستمرة في تعزيز ما وصفه بأنه "أكبر انتشار" لقواتها في بيلاروسيا منذ زمن الحرب الباردة وسط تصاعد التوترات بشأن غزو محتمل لأوكرانيا.
 
ففي يوم الخميس الماضي عبر "ينس ستولتنبرغ" أمين عام حلف شمال الأطلسي عن قلقه من تزايد عديد الجنود الروس في المناطق المحيطة بأوكرانيا، وقال إنَّ تلك الأعداد قد تصل في بيلاروسيا وحدها إلى 30 ألف عنصر. هذه الزيادة تضاف إلى ما يقدَّر بنحو 115 ألف جندي يحتشدون قرب الحدود الروسيَّة مع أوكرانيا.
في الجانب الروسي هناك عمل دؤوب لإرسال قوات خاصة ومقاتلات نفاثة من الفئات المتقدمة وصواريخ "اسكندر" الباليستيَّة قصيرة المدى وأنظمة دفاع صاروخيَّة أرض-جو من طراز "أس 400" إلى بيلاروسيا حليفة روسيا التي تمتلك حدوداً مع أوكرانيا تصل إلى 1080 كيلومتراً.
قال ستولتنبرغ متحدثاً إلى الصحفيين في مقرِّ حلف الناتو ببروكسل: "خلال الأيام الماضية رصدنا تحركاً كبيراً للقوات العسكريَّة الروسيَّة موجهاً صوب بيلاروسيا.. هذا الانتشار الروسي هو الأكبر من نوعه هناك منذ زمن الحرب الباردة، وما نتحدث عنه هنا هو مدى واسع من القدرات العسكريَّة. ذلك كله سوف ينضمّ إلى التمارين السنويَّة التي تجريها القوات النوويَّة الروسيَّة التي يتوقع انطلاقها هذا الشهر".
تأتي هذه التحركات العسكريَّة في تزامن مع الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو" إلى بيلاروسيا لتفقد تحضيرات التمارين المشتركة في هذا البلد خلال الشهر الحالي. سيلتقي شويغو أيضاً الرئيس البيلاروسي "الكساندر لوكاشنكو" الذي تعهَّد في الأسبوع الماضي بأن يدخل الحرب إلى جانب موسكو.
أمَّا وزير الدفاع الأوكراني فقد عبَّر عن أمله بأن يكون نشر القوات الروسيَّة في بيلاروسيا مؤقتاً، كما أنَّ روسيا قد حشدت نحو 115 ألف جندي بالقرب من حدودها مع بلده.
قال "ماثيو بوليغو"، وهو زميل باحث من مؤسسة "جاثام هاوس"، في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست":إنَّ روسيا إذا ما عزمت على شنِّ عمليَّة غزو لأوكرانيا فإنَّ بيلاروسيا ستستخدم كقاعدة لتحقيق السيادة الجويَّة وتنفيذ الضربات داخل الأراضي الأوكرانيَّة. 
في يوم الأربعاء الماضي أعلنت الولايات المتحدة أنها بصدد تحريك 3000 جندي من عناصرها إلى أوروبا في محاولة لطمأنة حلفاء الناتو في تلك المنطقة، وقد ردت روسيا على هذا الإجراء بأن وصفته بـ "الخطوة الهدامة".
قال نائب وزير الخارجيَّة الروسي "الكسندر غروشكو":إنَّ الانتشار الأميركي في ألمانيا وبولندا ورومانيا "سوف يؤدي إلى رفع مستوى التوترات العسكريَّة وبذا تضعف آمال التوصل إلى قرار سياسي"، على حدِّ تعبيره، ولكنّه سيبعث السرور لدى السلطات الأوكرانيَّة.
أضاف غروشكو أنَّ أوكرانيا مستمرَّة في تقويض اتفاقيَّة منسك دون أن تلقى جزاء على ما تفعله، و"اتفاقيَّة منسك" هذه اتفاقيَّة فاشلة كانت الغاية منها إنهاء الصراع بين كييف والانفصاليين الذين تدعمهم موسكو في منطقة الدونباس المتنازع عليها.
بالمقابل ردَّ المتحدث باسم وزارة الخارجيَّة الأميركيَّة "نيد برايس" على هذه التعليقات بالقول إنَّ روسيا تحاول قلب الحقيقة رأساً على عقب، حسب تعبيره. وفي إشارة إلى الجنود الأميركيين الثلاثة آلاف المشار إليهم قال برايس: "هذه التحركات لن تكون دائمة بل جاءت رداً على البيئة الأمنيَّة الراهنة في ظلِّ هذا السلوك المتصاعد المفعم بالنذر من جانب الاتحاد الروسي".
تأتي حرب التصريحات هذه بين روسيا والولايات المتحدة في وقت عبَّر فيه "فلاديمير بوتين" عن مشاعر الاعتزاز بالتقارب الذي حققته بلاده مع الزعيم الصيني "شي جنبنغ". 
في مقالة نشرتها وكالة "شنهوا" الصينيَّة للأنباء أشاد بوتين بما أسماه "مستوى الشراكة التنسيقيَّة الروسيَّة الصينيَّة الذي لم يسبق له مثيل". ووصف بوتين البلدين بأنهما جاران قريبان من بعضهما تشدهما إلى بعضهما وشائج التقارب وتقاليد الصداقة والثقة الممتدة لقرون في عمق الزمن. وأضاف بوتين أنَّ روسيا قد خططت لتنفيذ عدد من المشاريع المشتركة واسعة النطاق مع الصين في مجالي النفط والغاز.   
•عن صحيفة الاندبندنت