تخفيض العملة ومتغيرات السوق

اقتصادية 2022/02/06
...

 بغداد: حسين ثغب – شكران الفتلاوي                    
 
ارتفاع أسعار الملابس بات يُغيّر وجهة المواطن في اختيار ما يحتاجه، وبات يؤثر في المواطن والسوق- أصحاب المحال، وبالنتيجة على الواقع التجاري بشكل عام، لا سيما أن هذا الواقع سببه تداعيات خفض قيمة العملة الوطنية، ومن هنا انخفض الطلب على الملابس في جميع الأسواق بحسب مؤشرات الطلب في أسواق
 الجملة.  
محمد فليح حسين صاحب محل لبيع الملابس في إحدى الأسواق ببغداد قال: “أعمل في هذا المكان منذ عدة أعوام وأعرض ملابس للأطفال بمختلف الأحجام والأعمار، وكان يوجد طلب كبير على هذه الملابس يكاد لا ينقطع خلال أيام السنة؛ وذلك لأسعار هذه الملابس التي تتراوح ما بين (1500 - 4000) دينار للقطعة لواحدة، والتي أغلبها من مناشئ صينية، ولان موديلاتها حديثة تجد كثيرا من المتبضعين يقبلون على شرائها بشكل متواصل، أما في الوقت الحالي وبسبب تغيير سعر الصرف، فقد تراجع الطلب على البضاعة كثيرا عما كان عليه بسبب تغير حال السوق المحلية”. 
 
قيمة العملة
حجي مرتضى الموسوي تاجر ملابس في إحدى الأسواق الرئيسة في بغداد قال: “غيّرت الأسر العراقية منذ فترة توجهاتها الشرائية بعد حالة الارباك التي شهدتها الأسواق، لا سيما بعد خفض قيمة العملة الوطنية، كما كان للسياحة الدينية دور كبير في ارتفاع الطلب على البضائع التي نعرضها في محال بيع الجملة وتكاد بضائعنا تنفذ من المحال والمخازن في أحيان كثيرة”، مبينا انه اليوم تراجع الطلب الى مستويات كبيرة امتد لأسواق المحافظات، إذ تراجع طلب تجار المحافظات الذين يعتمدون على أسواقنا في توريد
 البضائع.
 
المركز الرئيس
وحدثنا عباس حاتم حسن صاحب محال لبيع الملابس قائلا: “عملنا يتطلب التواجد داخل سوق الرصافي ببغداد الذي يعد المركز الرئيس بالنسبة لنا لمتابعة الجديد، ولكن اليوم اختلف الامر، والطلب انحدر والمواطن لم يعد الملابس من الاولويات”، لافتا الى انه “سابقا وفي بداية كل موسم الى بعد منتصفه يكون الإقبال على شراء الملابس كبيرا على الموديلات الحديثة والمستوردة ولمختلف الأحجام، ويكون الإقبال كبيرا على شراء مختلف المعروضات من الملابس لأسعارها التي تناسب دخل
 الأسرة”.
 وبيَّنَ أن “الكثير من الأسر محدودة الدخل تتجه الى أسواقنا بحثا عن الملابس التي تتلاءم والفصل الجديد او الذي نحن نعيشه، وكذلك تكون أسعار الملابس تلائم إمكاناتها المادية، ومعروف لدينا أن السعر يجذب الأسر الفقيرة الى شراء البضائع التي تناسب واقعها المادي، ولكن الأسعار ارتفعت وبات الطلب محدودا 
جدا”. 
 
الملابس الجديدة
وكان قد بين أحمد مصطفى جواد من سوق الملابس المستعملة “البالات” أن “لبضاعتنا زبائن خاصين بها فبضاعتنا تمتاز برخص ثمنها قياسا بالملابس الجديدة، ولا توجد مقارنة بين الاثنين من جانب السعر، إذ توجد أسر يمكنها شراء الملابس الجديدة، ولكن تلجأ الى شراء الملابس من هذه السوق، ولا توجد منافسة بين الملابس الجديدة والمستعملة كل متبضع يقبل على شراء ما يرغب، ولكن اللافت للنظر أن البعض من أصحاب محال بيع الملابس الجديدة يلجئون أحيانا الى انتقاء الجيد من الملابس وعرضها في محالهم بعد تمريرها بمراحل التحضير الجيد من بضاعتنا وعرضها في محالهم على أنها جديدة، وهكذا يدخل الغش في هذه العملية بعد تمريرها الى 
الزبون”.