طهران : محمد صالح صدقيان
بدأت يوم أمس الثلاثاء أحدث جولة من المفاوضات النووية في فيينا بين إيران والمجموعة الغربية في الوقت الذي شاعت فيه تكهنات أن تكون هذه الجولة هي الأخيرة للتوصل لاتفاق وفق معطيات لكن المؤشرات تتحدث عن احتياج هذه المفاوضات لقرارات سياسية أميركية لم تتوفر حالياً.
وقالت مصادر إيرانية:إن كبير المفاوضيين الإيرانيين علي باقري الذي عاد أمس إلی فيينا أجری في طهران خلال الأيام العشرة الماضية مشاورات مع كبار المسؤولين المهتمين بالمفاوضات بشأن القضايا الأساسية الأربع وهي رفع العقوبات؛ والتحقق منها؛ وقضية الضمانات إضافة إلی القضايا المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
وعقد مجلس الشوری الإيراني البرلمان أمس الثلاثاء جلسة مغلقة شارك فيها وزير الخارجية أمير عبد اللهيان الذي عرض شرحاً مفصلاً لمسار المفاوضات والنتائج التي تهدف إليها إيران.
وقال المتحدث باسم الهيئة الرئاسية في البرلمان الإيراني نظام الدين موسوي : إن عبد اللهيان شدد علی أهمية الضمانات التي تطالب بها إيران لتنفيذ أي اتفاق يمكن التوصل إليه من دون أن يغفل الجهود التي يبذلها الفريق المفاوض لإزالة الحظر عن شخصيات إيرانية محورية في الجانب الاقتصادي ويلعبون دوراً مهماً في الحياة المعيشية للمواطنين .
وقال:إن رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف وضع "إطاراًستراتيجياً" للمفاوضات يشمل "الالتزام مقابل الالتزام" في التعهدات، وأن يتم تنفيذ الاتفاق "خطوة بخطوة" في التنفيذ ؛ إضافة إلی أن أي اتفاق يجب أن يأخذ بنظر الاعتبار إزالة "العقوبات الاقتصادية" عن الشعب الإيراني .
وكان أمير عبد اللهيان قد أجری مساء الاثنين اتصالاً هاتفياً مع نظيره الصيني "وانغ يي"أكد فيه علی ضرورة اتخاذ المجموعة الغربية قراراً جاداً ومؤثراً في مجال إلغاء الحظر وأن يثبت ابتعاده الحقيقي عن السياسات الفاشلة للحكومة الأميركية السابقة.
وقال المندوب الروسي في المفاوضات ميخائيل اوليانوف/ "لقد تم قطع شوط طويل في مفاوضات فيينا وتمت صياغة مسودة الوثيقة النهائية للاتفاق النووي" لكن الجانب الإيراني لم يعلق علی هذه المعلومة .
وفي هذه الأثناء تراجعت أسعار النفط إلى نحو 92 دولاراً للبرميل أمس الثلاثاء قبيل استئناف محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران والتي قد تحيي اتفاقاً نووياً من شأنه في نهاية الأمر السماح بالمزيد من صادرات النفط من إيران العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك.
وذكرت رويترز أن ايران تخزن المزيد من النفط تحسباًلأيانفراجة في التصدير. وقالت نقلاً عن شركة البيانات والتحليلات كبلر إن مخزونات إيران العائمة قفزت من حوالي 63 مليون برميل في أوائل ديسمبر/ كانون الأول إلى 87 مليون برميل في فبراير/ شباط. من ناحية أخرى، يبلغ مخزون إيران البري حاليا 49 مليون برميل، وذلك مقابل مستوى مرتفع عند 66 مليون برميل في أواخر مايو/ أيار 2021. وتقول إف.جي.إي: إن نحو 60 مليون برميل من النفط مخزنة على اليابسة في إيران و25 مليون برميل في مستودعات مؤجرة بالخارج، خاصة في الصين. وإجمالي مخزونات إيران من المكثفات عند مستوى مرتفع يبلغ نحو 120 مليون برميل، منها 68 مليون برميل عائمة، وتشير بيانات من أوبك تستند إلى مصادر ثانوية إلى أن إنتاج النفط الإيراني ارتفع من متوسط عند مليوني برميل يوميا في 2020 إلى 2.4 مليون برميل يومياً في 2021. وتخطط إيران لزيادة الإنتاج إلى 3.8 مليون برميل يومياً بعد رفع العقوبات.