بغداد: حسين ثغب
شكران الفتلاوي
ركز خبيران اقتصاديان على ضرورة العمل على الإفادة من التجارب العالمية الناجحة التي استطاعت أن تنهض بالاقتصادات التي تعاني مشكلات مزمنة، ومنها التي عاشت ظروفا مشابهة لما يمر به العراق في الوقت الحاضر، إذ يمكن نقل هذه التجارب واعتمادها لتحريك السوق المحلية.
وأكد الخبيران مناف الصائغ وعبد العزيز الحسون ضرورة أن نلجأ الى الإفادة، من تجارب الدول التنموية التي سبقتها، وخاصة تلك التي اختطت لنفسها أسس إدارة الاقتصاد على أحسن وجه، تقود الى تحقيق الرفاه للشعب وتعالج جميع المشكلات الاقتصادية».
الخبير الاقتصادي مناف الصائغ بيّن لـ«الصباح» «ان «هنالك تجارب لدول عديدة ومنها لدول من العالم الثالث، حاثا على ضرورة دراستها والسير على نهجها في عملية النهوض ومواكبة التطورات الحاصلة في العالم، موضحا في الوقت ذاته أن التجربة الماليزية التي تعد من الاقتصادات الناهضة استطاعت أن تتحول من دولة فقيرة الى دولة متقدمة صناعيا وفي مختلف المجالات من خلال جلب الاستثمار، والشراكة مع القطاع الخاص مستلهمة تجربتها هي الأخرى للانطلاق من التجربة اليابانية».
أنموذج ايجابي
وأضاف: «هناك تجارب أخرى يحتذى بها، كالتجربة السنغافورية التي تفوقت على العديد من الدول، رغم صغر مساحة البلد، وخلوه من الموارد الطبيعية، مقارنة بمواردنا وإمكاناتنا، ناهيك عن تجربة جنوب افريقيا، ودول الخليج كافة، هذه تجارب ناجحة قدمت أنموذجا ايجابيا في عمليات التغيير بنيت على قواعد وخطط الأداء العالمي، واعتمدت معايير الشفافية والمساءلة والنزاهة وخفض مستويات البيروقراطية والفساد الإداري والمالي».
مقترحات وإصلاحات
وأوضح الصائغ: “أن العراق ومنذ العام 2003 ولغاية يومنا هذا، يعاني سوء الرؤى، مشيرا الى ان البلد يحتاج في هذه المرحلة الى وجود الاقتصاديين والخبراء لتقديم رؤاهم بعد توحيدها من قبل الاقتصاديين والخبراء والخروج برؤية موحدة تجنب البلد الخلل في الأداء، والتوجه في إعداد مشاريع تنموية نابعة من الحاجة الفعلية وحسب الأهمية ووفق التوقيتات.
وأشار الى أن البدء بالإصلاح الإداري والمالي وعمليات الشراكة مع القطاع الخاص وبقوة وإدخاله كشريك فاعل وأساسي في وضع البرامج وفي تنفيذها، يرافق ذلك، تنشيط السوق، والعمل بالمقترحات والرؤى وتطبيقها وفق برنامج زمني محدد، يعتمد كل ثلاث سنوات، يتم تقييمه ومعرفة المعوقات لتلافيها في الخطط المقبلة وتنفيذها بدرجات أعلى من النجاح، والاستعانة بذوي الخبرة والنزاهة، كل ذلك بإمكانه المساهمة في انتشال البلد من وحل التخبط والانهيار.
تجربة رواندا
الخبير الاقتصادي عبد العزيز الحسون بيّن “أهمية التجارب بالنسبة الى العراق، إذ يمكن أن تكون محور الانطلاق الفاعل في عملية التنمية الاقتصادية التي تنشدها البلاد، والتي تحتاج الى توجه وطني جاد يعمل على تحريك سوق العمل بالشكل الذي يحقق جدوى اقتصادية كبيرة للبلاد”.
وأشار الى أن “الوقوف عند تجارب مشابهة للتجربة العراقية أمر في غاية الأهمية، إذ يمكن ان نقف عند تجربة رواندا الاقتصادية، وكيف استطاعت النفاذ من كونها أسوأ اقتصادات العالم الى عالم التنمية الاقتصادية المستدامة، وباتت اليوم تحقق أعلى ناتج اجمالي على مستوى العالم بأسره، إذ كانت حتى فترة قريبة تعاني انهيارا اقتصاديا شاملا، بلا مقومات نهوض”، لافتا الى “أنها أقرت دستورها عام 2005 وعملت على الاستثمار في الموارد البشرية، ومن ثم عملت اعتماد خطط نهوض اقتصادي محكمة بعد أن عالجت جميع المشكلات”.
ولفت الى ان “رواندا اليوم تقصدها أكبر الاستثمارات العالمية، وباتت قبلة لنخبة من رجال الأعمال حول العالم، وهنا علينا الإفادة من هذه التجربة المفيدة التي تشترك مع العراق في كثير من الخصائص”.
تقييم الكفاءات
عاد الخبير الاقتصادي مناف الصائغ وتابع قائلا: “أما في ما يتعلق بالموارد البشرية، فهناك ضرورة لوجود تقييم للكفاءات، ولتحييد العناصر غير الفعالة في تنفيذ البرامج والخطط وتهيئة البدلاء في الخطط المقبلة من الموارد البشرية، كون الأخير عنصرا مهما وفاعلا في عملية التنمية والتنفيذ بشكل عالي الكفاءة” .
ونبه الى “التركيز على البلدان التي اختطت لنفسها اسس ادارة الاقتصاد والمال وفق المعايير العالمية والمؤشرات الدولية، وبدأت تضعها في خططها المستقبلية، وتبدأ بالارتقاء بتقييمها الدولي، وهكذا يسير العالم في عملية النهوض”.