موسكو: وكالات
قالتْ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن تصريحات وسائل الإعلام الغربية في شهر كانون الثاني حول «إجلاء» الدبلوماسيين الروس من أوكرانيا كاذبة، لخلق غطاء لبدء إجلاء السفارات الغربية من الأراضي الأوكرانية.
وأشارت إلى أن الشائعات حول “الإجلاء” المزعوم للدبلوماسيين الروس ظهرت في عدد من المنشورات الغربية، لا سيما في صحيفة “نيويورك تايمز”، قبل شهر تقريبا خلال عطلة عيد الميلاد الأرثوذكسية، عندما ذهب العديد من أبناء الدبلوماسيين الروس في أوكرانيا لزيارة جداتهم وجدودهم.
وأضافت: “كما نفهم الآن، كان الغرض من هذه “الأكذوبات” هو خلق غطاء إعلامي لبداية إخلاء الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وأستراليا وكندا ودول أخرى الدبلوماسيين وأسرهم من سفاراتهم في أوكرانيا. إسرائيل أعلنت الإجلاء أمس».
كما أكدت زاخاروفا أن روسيا، خوفا من الاستفزازات من أوكرانيا أو دول أخرى، قررت تحسين التوظيف في البعثات الخارجية الروسية في أوكرانيا، لافتة الانتباه إلى أن “سفاراتنا وقنصلياتنا ستستمر في أداء وظائفها الرئيسة”.
وأكدت السفارة الروسية بدورها أنها تواصل عملها كالمعتاد، وتعمل على تحسين جدول الموظفين. في المقابل، أكد نائب وزير دفاع بريطانيا جيمس هيبي أن المدربين العسكريين البريطانيين الموجودين في أوكرانيا لتدريب جيشها على استخدام صواريخ مضادة للدروع ستبدأ بمغادرتها في 12 – 13
شباط الحالي. وأضاف نائب الوزير، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: “سيتم إخراج جميع المدربين. لن يكون هناك عسكريون بريطانيون في أوكرانيا في حالة نشوب نزاع مسلح».
وتابع جيمس هيبي، ردا على سؤال حول موعد مغادرة المدربين العسكريين البريطانيين لأوكرانيا: “سيغادرون خلال عطلة نهاية الأسبوع». ووفقا له، “لن تتوفر لدى بريطانيا إمكانية إجلاء رعاياها من أوكرانيا في حالة غزوها المفترض من القوات الروسية». وقال هيبي: “نحن نأمل بحصول الأفضل، لكننا نستعد للأسوأ. يجب على الرعايا البريطانيين مغادرة أوكرانيا على الفور بأي وسيلة ممكنة. ولا ينبغي لهم أن يأملوا، كما كان الحال في الصيف في أفغانستان، أن تتوفر فرصة تنظيم عمليات إجلائهم عسكريا من هناك. يجب أن يغادروا أوكرانيا الآن”.
في غضون ذلك، حثت ألمانيا رعاياها المتواجدين في أوكرانيا على مغادرة هذا البلد على وجه السرعة إذا لم يكن تواجدهم هناك ضروريا، على خلفية تصعيد التوترات حوله بين روسيا والغرب. ودعت الخارجية الألمانية في بيان أصدرته أمس السبت مواطني البلاد المتواجدين في أوكرانيا إلى تقييم ما إذا كان تواجدهم هناك ضروريا، والمغادرة سريعا إن لم يكن كذلك. ويأتي هذا القرار الألماني ضمن سلسلة خطوات مماثلة اتخذتها دول مختلفة في أوروبا وخارجها، بينما شرعت بعض الدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، في إجلاء بعض دبلوماسييها من أوكرانيا، بزعم خطر تعرضها لـ”الغزو” من قبل روسيا.
ويأتي هذا الإجراء على الرغم من نفي روسيا مرارا وتكرارا وجود أي خطط لديها لمهاجمة أوكرانيا.