نجاح العلي

 

يتحدث الجميع عن التغيرات المناخية وتأثيراتها على البشر، وخاصة ارتفاع درجة حرارة كوكبنا بشكل مخيف وينذر بالخطر بفعل تأثيرات الوقود الأحفوري وبخاصة النفط ومشتقاته، والتوجه عالميا نحو وضع الخطط والدراسات وعقد مؤتمرات دولية لحث الدول والمجتمعات من أجل التحول الى الطاقة المتجددة التي لا تنضب، وأهمها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية، وتقديم مغريات وحوافز بمليارات الدولارات للدول لتشجيعها في التحول التدريجي لهذا النوع من الطاقة الصديقة للبيئة.

العراق من الدول التي قررت التوجه نحو استغلال الطاقة المتجددة المتوفرة عناصرها ضمن موارده الطبيعية وبخاصة مع طول فصل الصيف وأجواء صافية بساعات إشراق شمسية متميزة، ومناطق شاسعة ومفتوحة بالامكان استثمارها، وأخيرا توفير تسهيلات مادية ولوجستية للشركات المنفذة لهذه المشاريع مع منح قروض ميسرة للأفراد والشركات لنصب منظومات الطاقة الشمسية، ومنها الشروط والتعليمات التي أصدرها البنك المركزي في مبادرة منه لتشجيع اقتناء منظومات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية للوحدات والمجمعات السكنية والمشاريع الاقتصادية والانتاجية.وتضمنت هذه المبادرة منح قروض من دون فوائد مع فترة تسديد لمدة خمس سنوات بمبالغ من سبعة ملايين دينار للمنظومة سعة (11) أمبيرا الى ان تصل الى قرض بمبلغ مليار دينار للمجمعات السكنية والمشاريع الصناعية التي تنتج منظومتها 2250 أمبيرا.

هذه المنظومات إن تم شيوعها في المجتمع العراقي ستسهم في الحفاظ على البيئة وتخفض من انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون وتقلل من الضغط على المنظومة الوطنية للطاقة الكهربائية، وستنعش الصناعة المحلية من هذا النوع من الطاقة، وبخاصة توفير البطاريات والألواح الشمسية، كما ستقلل الاعتماد على المولدات الأهلية المنتشرة في الأحياء والأزقة وتأثيراتها السلبية في تلوث الهواء والإسراف في استنزاف الماء فضلا عن التلوث البصري، كذلك الجدوى الاقتصادية طويلة الأمد للمنظومة الكهربائية.لكن الإقبال على اقتناء هذه المنظومة ضعيف لأن المواطن لايملك معلومات مسبقة عنها وعن جدواها الاقتصادية، وان الأجهزة التي يستخدمها في الغالب تستهلك طاقة عالية لذلك فإن التحول للطاقة الشمسية يحتاج الى اتخاذ قرار حازم وفوري واستغلال القروض الممنوحة وترشيد الاستهلاك للتمتع بطاقة كهربائية مستمرة على طول العام.