ألمانيا تحذّر من وقوف أوروبا على شفا الحرب

قضايا عربية ودولية 2022/02/14
...

 موسكو : وكالات
 
حذرت ألمانيا أمس الأحد من أن أوروبا تقف على شفا الحرب، وبينما يتوقع وصول مستشارها الجديد أولاف شولتز إلى موسكو خلال الساعات المقبلة للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تسعى برلين للعب دور الوسيط المقبول لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية التي يحبس العالم أنفاسه جراءها.
وقال نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد، روبرت هابيك أمس الأحد، في مقابلة مع محطة "إن تي في": "قد نكون على شفا حرب في أوروبا، إنه أمر غاشم وخطير للغاية"، وأرجع ذلك إلى "الحشود المسلحة الكبيرة في مواجهة بعضها البعض"، من دون الخوض في التفاصيل. 
في غضون ذلك، أعلنت ألمانيا أنها متمسكة بالحوار مع موسكو، وتصر على وقف التصعيد وسحب القوات.
وبحسب تصريحات نقلتها "رويترز"، عن مصدر حكومي ألماني، أكد أن بلاده ليست مستعدة فقط للحوار، لكنها تصر على وقف التصعيد وسحب تدفق القوات، لافتاً إلى أن هذا التدفق "لا يمكن تفسيره إلا على أنه تهديد"، حسب تعبيره.
وقال المصدر: إن ألمانيا "تأمل في الحصول على بعض الوضوح بشأن نوايا موسكو بعد تدفق القوات الروسية بالقرب من حدود أوكرانيا".
ومن المقرر أن يسافر المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز إلى موسكو للقاء فلاديمير بوتين هناك بعد ثمانية أيام من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار جهود لمحاولة منع نشوب نزاع مسلح تشارك فيه روسيا في أوكرانيا.
وبحسب المصدر الحكومي الألماني ، فإن أولاف شولتز سيوضح لفلاديمير بوتين أن الدول الغربية متحدة وأن العدوان الروسي على أوكرانيا سيؤدي إلى "عقوبات مؤلمة وكبيرة"، على حد قوله.
في المقابل ورداً على التأزيم الغربي وتهديدات واشنطن، قال مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية يوري أوشاكوف،: إن الرئيس فلاديمير بوتين استنكر خلال الاتصال الهاتفي مع نظيره الأميركي جو بايدن، المعلومات المزيفة حول "الغزو الروسي" ضد أوكرانيا.
وأكد أوشاكوف، في تصريحات صحفية أن بوتين أبلغ بايدن "من غير الواضح لماذا يقوم شخص ما بالإبلاغ عن معلومات مزيفة عن غزو روسي لأوكرانيا"، مضيفاً أن "الغرب لا يمارس ضغطًا كافيا على أوكرانيا لتنفيذ اتفاقيات مينسك".
وأضاف أوشاكوف أن بايدن شدد خلال الاتصال مع بوتين على أن "روسيا والولايات المتحدة، وإن ظلا متنافسين، يجب أن تفعلا كل ما بوسعهما لمنع (السيناريو الأسوأ) في أوكرانيا".
وأشار أوشاكوف إلى أن "المحادثة استمرت أكثر من ساعة بقليل. وجرت محادثة أمس الأول السبت في جو من الهستيريا غير المسبوقة من قبل المسؤولين الأميركيين حول الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا"، منوها بأن "المحادثة كانت متوازنة وعملية".
في غضون ذلك، وجه رئيس الأركان الأوكراني الفريق فاليري زالوجني، رسالة شديدة اللهجة، إلى القوات الروسية المنتشرة على حدود بلاده، قال فيها :"أهلا بكم إلى الجحيم".
وجاءت تصريحات زالوجني في بيان مشترك له ولوزير الدفاع الأوكراني أولكسي رزنيكوف، نُشر على موقع وزارة الدفاع الأوكرانية، وسط تصاعد التوترات على الحدود مع روسيا.
وخاطب زالوجني القوات الروسية قائلاً: "أهلا بكم في الجحيم"، مؤكدا أن "420 ألف جندي أوكراني، بمن فيهم القادة، مستعدون للموت"، وأكد أن القوات المسلحة الأوكرانية "مستعدة للرد"، وأنهم يعملون باستمرار على تحسين القدرات الدفاعية وتماسك الوحدات العسكرية.
وأضاف: "لقد أنشأنا تشكيلات قتالية، وتمكنا من نشر قوات الدفاع الإقليمية في وقت قصير وتسليحها بصواريخ موجهة مضادة للدبابات ونظام الدفاع الجوي المحمول"، وتابع: "لقد عززنا الدفاع عن كييف".
من جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني أولكسي رزنيكوف،: إن الوضع الآن "مختلف تماما"، و"لن يكون هناك تكرار لعام 2014"، وأن المعتدي "لن يستولي على كييف أو أوديسا أو خاركيف أو أي مدينة أخرى". 
وأشار ريزنيكوف أيضا إلى أن أوكرانيا تتمتع اليوم بدعم "غير مسبوق" من الشركاء الدوليين، مؤكدا استلام أوكرانيا ما يقرب من ألفي طن من الأسلحة الحديثة والذخيرة من مختلف البلدان.
ووصف ادعاءات موسكو بتخطيط كييف لمهاجمة روسيا بـ"السخيفة"، مؤكدا أن أوكرانيا "لن تهاجم أحدا"، لكنها تبذل قصارى جهدها "لتعزيز الدفاع والقضاء على إمكانية التصعيد".
وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية روسيا بالتحضير لهجوم عسكري على أوكرانيا، وهو ما نفته موسكو في مناسبات عدة؛ معتبرة أن الاتهامات ذريعة لزيادة الحضور العسكري للحلف بالقرب من حدودها.
وتطالب موسكو بضمانات حول عدم توسع حلف الناتو شرقاً نحو حدودها، وعدم إنشاء قواعد عسكرية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.