طهران: محمد صالح صدقيان
قالَ وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان:إن بلاده لم تلمس أي تغيير في السلوك الأميركي يؤكد حسن نيتها للعودة للاتفاق النووي في حين نفی المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن تكون مفاوضات فيينا قد وصلت لطريق مسدود .
ودعا عبد اللهيان في مؤتمر مشترك جمعه مع نظيره الأيرلندي الذي زار طهران أمس الاثنين المجموعة الغربية إلى التخلي عن المواعيد المسبقة والعودة بحسن نية للاتفاق النووي الموقع عام 2015 ؛ مشيراإلی أن هدف إيران من الدخول في المفاوضات هو إزالة الحظر المفروض عليها من قبل الجانب الأميركي .
وقال مجيبا علی الاتهامات الموجهة لإيران لإطالتها المفاوضات لكسب الوقت :إن إيران تعتقد أن التوصل لاتفاق اليوم أفضل من التوصل إليه يوم غد "وأن إيران مستعجلة للتوصل لاتفاق جيد اليوم قبل الغد لكن في إطار مباحثات منطقية تضفي لتحقيق حقوق ومصالح شعبنا".
يأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات في فيينا للتوصل لاتفاق يعيد إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018 . واتهم أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني الجانب الغربي "بممارسة أدوار استعراضية للتهرب من الالتزامات" في هذه المفاوضات التي اعتبرها "تصّعب عمل الوفد الإيراني" في فيينا.
وقال شمخاني في تغريدة له أمس الاثنين:إنه اتصل بكبير المفاوضيين الإيرانيين علي باقري حيث لمس منه زيادة صعوبة عمل الوفد الإيراني لتحقيق المطالب الإيرانية إضافة إلی تهرب الجانب الغربي من التزاماته القانونية .
ولم يذكر شمخاني تفاصيل أكثر بشأن مجريات المفاوضات لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة نفی أن تكون المفاوضات قد وصلت لطريق مسدود ؛ معتبرا خلال إيجازه الصحافي الذي عقده أمس الاثنين "أن أجواء المفاوضات ليست وردا وعندليبا وليست حجارة وأشواكا، هناك حاجة لقرارات سياسية خاصة من الولايات المتحدة" الأمر الذي فسره مراقبون صعوبة في مسار المفاوضات وأنها لم تصل بعد لصورة واضحة في النتائج.
وقال:إن تاريخ التوصل إلى اتفاق يرتبط عكسياً بالإرادة الحقيقية للولايات المتحدة والأطراف الغربية وإذا أظهروا إرادة حقيقية فإن وقت التوصل إلى اتفاق يكون أقصر؛ مشيرا إلی أن المفاوضات تبحث حاليا ملفات مهمة وحساسة ، لكنها تحتاج إلى قرار سياسي من واشنطن، وإيران اتخذت قرارها بالفعل.
ونقلت مصادر إيرانية تحدثت لـ "الصباح" أن الجانب الإيراني يبحث مع الجانب الغربي القضايا المرتبطة بضمانات ملموسة إضافة إلی إلغاء جميع"عقوبات ترامب" دفعة واحدة دون المسار خطوة مقابل خطوة .
وقال دبلوماسي عربي مقيم في طهران لـ "الصباح":إن المعلومات المتوفرة لدية تتحدث عن تقدم كبير حدث في المفاوضات وإن التوصل لاتفاق يرضي جميع الأطراف أصبح بمتناول اليد لكنه يسير الآن في لمساته الأخيرة .
وفي ملف تبادل السجناء قال خطيب زادة:إن الجانبين الإيراني والأميركي يبحثان هذا الملف في مكان آخر وفي مسار مواز لمفاوضات فيينا لكنه قال:إن الجانب الغربي يريد ربط هذه الصفقة مع نتائج المفاوضات النووية ؛ لافتا إلی أن الجانب الأميركي تراجع مرتين عندما توصلت المباحثات لاتفاق وهو يعمل الآن لربطها بالمفاوضات النووية .
وقال:إن تبادل السجناء "التي تعتبر قضية إنسانية يمكن أن تشكل أرضية مناسبة لتعزيز الثقة والسماح للسجناء الإيرانيين بالعودة لبلدهم .