عبدالزهرة محمد الهنداوي
تمثل منتديات التنمية المستدامة في العالم، منصات مهمة ومحركات فاعلة. لدعم جهود البلدان من جهة تحقيق الاهداف السبعة عشر التي تبانى عليها المجتمع الدولي، عام 2015، والتي جاءت مكملة لأهداف الألفية الانمائية التي أطلقتها الأمم المتحدة عام 2000.
وقد سعت الكثير من الدول الى إنشاء المنتديات، لكي تكون منصات لتبادل الحوار وتعزيز التفاعل الاجتماعي، وتنميط السلوك الاستهلاكي لدى الناس، والتعريف بتلك الأهداف، التي تستدعي تضافر جميع الجهود لتحقيق ما يمكن تحقيقه منها بحلول عام 2030، وفقا للرؤية العالمية بهذا
الخصوص.
وكان العراق من بين البلدان التي تعهدت بالعمل على مشاركة المجتمع الدولي في هذه المساعي، إلا أن الظروف التي واجهها البلد خلال فترة إطلاق العمل بالأهداف التنموية، تسببت بعرقلة واضحة للمبادئ والأهداف التي تضمنتها خطة 2030، وعلى الرغم من هذه التحديات، فثمة خطوات، خطاها العراق، لعل من بينها إنجاز التقريرين الطوعيين الأول 2019، والثاني 2021، اللذين قُدما الى المنتدى السياسي عالي المستوى للأمم المتحدة، وحظيا بثناء وتقدير كبيرين من المجتمع الدولي، فضلا عن جهود كثيرة أخرى جرى بذلها على مدى السنوات الماضية.
وقد أثمرت تلك الجهود أخيرا، عن تأسيس منتدى العراق للتنمية المستدامة، الذي يمثل خطوة مهمة اذا أُحسن استغلالها واستثمارها، باتجاه دعم وتعزيز الجهود، الرامية الى تحقيق الأهداف التي جاء من أجلها، ويمكن الإفادة من تجارب البلدان التي سبقتنا في ذلك، والنجاح هنا يتطلب اتاحة المنصة لجميع الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كما يتطلب الأمر أيضا تسمية نقاط اتصال للمنتدى في جميع الوزارات والمحافظات والجامعات والمراكز البحثية ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة، وتوفير الظروف المناسبة لعمل هذه النقاط، من أجل تمكينها من رفد المنتدى بآخر التحديثات في مجال تحقيق أهداف التنمية
المستدامة.
ومن المؤكد أن مثل هذه الفعاليات من شأنها أن تحقق أجواءً حوارية فعالة، يجرى خلالها التركيز على الجوانب التثقيفية المرتبطة بالسلوكيات الاجتماعية، ذات الصلة بترشيد الاستهلاك، وكيفية المحافظة على مصادر الثروات وتعزيز مبدأ الشراكة، ومن ثم خلق مجتمع متماسك، على بينة مما ينبغي عليه القيام به.
ومعنى هذا كله أن منصة منتدى العراق للتنمية المستدامة، ستكون متاحة للجميع، وهذا يجعل منها رافدا مهما من روافد صناعة القرار التنموي، الاقتصادي في البلد، وهذا هو الهدف الأساس لمثل هذه الفعاليات.
