ميشيل بوسي في رواية «بابل الجديدة»

ثقافة 2022/02/16
...

 ترجمة: عدوية الهلالي
 
بدأ الكاتب الفرنسي ميشيل بوسي، الجغرافي الذي تحول إلى روائي، عمله ككاتب محلي. وبعد خمسة عشر عاما من النجاح، تناول مؤخرا الخيال العلمي، لأنه يفضل تنويع الصنوف الأدبية. فقد رفض هذا النورماندي تسميته ككاتب اقليمي ومؤلف روايات عاطفية أو بوليسية مثيرة، وصدرت له خلال الشهر الحالي رواية (بابل الجديدة) عن دار (بريسيس دولا ستي) للنشر وفيها ينقل شخصياته التي كانت تتنقل بين الماضي والحاضر إلى المستقبل البعيد.
ففي عام 2097، حدثت ثورة غيرت حالة الإنسان برمته فصار التواصل عن بعد للجميع. وأصبح الكوكب مجرد دولة واحدة بلا حدود. والجميع يعيشون حيث يريدون. والإسبانية هي اللغة التي يتفاهم بها البشر. يقول بوسي: «يمنحني وضعي ككاتب تحقق كتبه مبيعات جيدة حرية كبيرة، ولولا ذلك ربما كانت روايتي عن الخيال العلمي لا تجد قبولاً كبيراً لكني أؤمن بهذه الرواية، ويهمني أن تصل إلى القارئ. ويتناول بوسي في إصداره الجديد مكيدة سياسية، إذ تبدأ روايته للخيال العلمي بهجوم لا يمكن تفسيره، إذ يثير الجدل حول مستقبل الحضارة الغربية.
يضيف بوسي: «حتى لو كنت رابع أفضل مؤلف في عام 2021 من حيث مبيعات الكتب، فأنا لا أجد من يتعرف عليّ في الشارع فحياتي مجهولة تماماً، وفي الحي الذي أعيش فيه، يمكنني شراء الخبز بهدوء».
ولا يفضل بوسي الحديث عن تفاصيل حياته أو كتابة سيرته الذاتية، بينما تكتب الصحافة أنه انحدر من الطبقة الوسطى، وقد توفي والده العامل في صناعة الصلب بشكل وحشي عندما كان في العاشرة من عمره. ولهذا السبب برزت مسألة البنوة في أغلب قصصه، كما أنه يتناول الريف والطبقة العاملة في العديد من أعماله، لأنه عاش تلك الأجواء في منطقة روان النورماندية، وقام بتدريس الجغرافية في جامعة روان، كما تخصص في الجغرافية الانتخابية في عام 2016.
بدأ ميشال بوسي الكتابة في التسعينيات، وكتب روايته الأولى التي تدور أحداثها في النورماندي، والتي تم رفضها من قبل جميع دور النشر. ثم كتب بعض القصص القصيرة، وتدرب على كتابة السيناريوهات، ولكن من دون أن يتمكن من نشرها. لقد انتظر عشر سنوات حتى تأتيه فكرة رواية مستوحاة من رحلة إلى روما في ذروة شعبية كتاب دان براون (شيفرة دافنشي). إذ قدم مخطوطة بعنوان (شفرة لوبين)، ليحقق النجاح خارج بلده، وتتم إعادة طباعة هذه الرواية الأولى تسع مرات. بعدها ستصدر أعماله بمعدل كتاب واحد سنوياً، وتحقق زيادة في مبيعاتها. ويحصل على سلسلة من الجوائز المحلية.
من سمات عمله أن غالبية رواياته الأولى تدور أحداثها في نورماندي. فضلاً عن تعليمه وأبحاثه في نورماندي، ما دعا إلى انتخابه «الراعي الرسمي» لمهرجان نورمان، وهو مهرجان إقليمي يقام في جميع أنحاء أراضيها وخارجها. وقد وضعت روايته (لا تنس أبداً) التي صدرت في آيار عام 2014، منطقة نورماندي «أكثر من أي وقت مضى» في قلب حبكتها، تمامًا مثل رواية (والدتي على خطأ) و(التي تدور أحداثها في لوهافر)، إذ صدرت في آيار عام 2015. 
إن انعزالية المكان شيء آخر له خصوصية في رواياته، سواء كانت رواية (لا تترك يدي) عام 2013، والتي تدور أحداثها في ريونيون عام 2016 أو رواية (الزمن قاتل) وتدور أحداثها في كورسيكا عام 2006 وغيرها.
يتميز بوسي عن غيره من مؤلفي الروايات البوليسية بتنوع الموضوعات والأساليب التي يتناولها في رواياته، فحتى لو كان من الممكن اعتبارها جميعًا روايات مشوقة، لكنها تتميز بلمسة نهائية. وقد حاز على جوائز عديدة من بينها جائزة سانغ دينسري عن روايته (جرائم اوماها) عام 2007، والجائزة الأدبية لرواية الجريمة الأولى من مدينة لنس عام 2008، وجائزة المدرسة الثانوية الأدبية من مدينة كاين عام 2008، وجائزة آنكر نوار للقراء لعام 2008 أمام أفضل مؤلفي الإثارة. كما فازت روايته (موت على السين) بجائزة لجنة الكتاب الإقليمية في نورماندي السفلى (جائزة الملكة ماتيلد). 
وفي عام 2009، نشر رواية جديدة بعنوان (عائلة دموية) مخصصة للبالغين والمراهقين. وفي عام 2010، شارك في مجموعة القصص القصيرة (ألوان اللحظة). كما فاز بجائزة القراء وجائزة الإثارة المتوسطية، وبذلك أصبحت الرواية البوليسية الفرنسية الأكثر فوزاً بالجوائز في عام 2019. 
وفي عام 2012 حاز فيلم (طائرة بدونها) على جائزة لاميزون دولابريس، كما حصد جائزة الرواية الشعبية، وجائزة أفضل فيلم إثارة ناطق بالفرنسية في عام 2012 وتم تحويل أغلب أعماله الى مسلسلات تلفزيونية.
وفي آذار عام 2013، نشر الرواية السابعة (لا تترك يدي) التي وصلت إلى نهائيات الجائزة الكبرى للأدب البوليسي. وقد تُرجمت روايات ميشيل بوسي إلى أكثر من 35 لغة (ما يقرب من 150 رواية مترجمة في جميع أنحاء العالم)، وتحظى بشعبية خاصة في المملكة المتحدة 13 وإيطاليا والصين والبرازيل وروسيا.