ثامر الهيمص
خارطة طريق الحرير وحزامها محفزٌ أساسيٌّ لاتفاقية ستراتيجية قيد التنفيذ بين العراق والصين منذ العام 2014، تمَّ خلالها وبعدها التعاقد مع شركة كورية بخبير ايطالي، لتنفيذ مشروع ميناء الفاو بالقيام بإنشاء كاسر الموجات وبثلاثة أرصفة، وحسب ما أُعلن أنّ المشروع الحالي قام بتعميق منطقة رسو السفن إلى 14 مترا. ويقال إن الملائم للمشروع الستراتيجي الصيني هو 20 مترا، وهكذا تمَّ تسريب معلومات أن هذا التفاوت ناجم عن تدخل دول الموانئ التي سيحجبها ميناء الفاو، الذي سيختصر الطريق البري إلى أوروبا من خلال البر العراقي والتركي، اذ سيؤثر في نشاط قناة السويس باتجاه أوروبا، وهذه النظرية او المقولة أثيرت حولها شبهات، إذ إن ميناء مبارك سيكون المتصدي الأول لهذا التحدي المزعوم، أو رد فعل كويتي تجاه ما أشيع عن معارضة الكويت ورد الفعل العراقي.
ولذلك الصين واصلت عملها من خلال الميناء الباكستاني خوادور لتمضي بخط بحري نحو الموانئ الأفريقية غير آبهة باللغط.
وبهذا ظهر بأن الشائعات غير دقيقية، اذ يتمُّ الآن تفعيل الاتفاقية العراقية الصينية من خلال بناء 1000 مدرسة، يشملها الاتفاق مقابل أن يصدر العراق 100 ألف برميل نفط تحفظ في صندوق لتمويل كامل الاتفاق المتضمن، كذلك بنية تحتية بما يخدم مشروع الفاو الستراتيجي.
التساؤلات تدور عن مصير الشركة الكورية الجنوبية بما يتعلق بعمق الغاطس، وهل ثلاثة ارصفة تكفي لميناء ستراتيجي؟ وهل تعديل أو إضافة ما لا ينسجم مستقبلا أمرٌ وارد؟ وهل فعلا أنَّ دول الخليج ومصر غير مرحبّة، وهل أن إيران وتركيا والسعودية جاهزون للتعاطي مع ستراتيجية المشروع؟.
المعلوم ان الصين ليست مستعدة لتخسر علاقة متنامية مع دول الخليج او مصر من حيث المبدأ وهي علاقة ستراتيجية، على حساب باقي العلاقات وهي في صراعها مع الغرب اجمالا، كما أن الصين على ما يبدو غير مستعجلة، ولا نعلم أولوية المشروع لديها، فهي تراهن فقط على تطورات التجارة الدولية المتزايدة سنويا، بحيث لا تستوعبها أرصفة الموانئ الحالية او بنيتها التحتية، نظرا لكون الصين باتت تسمى مصنع العالم لامتلاكها أكبر المصانع الدوليَّة وأكبر الاسواق، حيث تغذي صناعتها مليارا ونصف مليار مستهلك، مع دول شرق آسيا وشركائها الستراتيجيين الخمسة ايران وتركيا والباكستان وافغانستان وطاجيكستان، عدا روسيا.
وبكل الأحوال نحن أحوج للشفافية والوضوح ليس في ميناء الفاو فقط ، كما نحتاج للدقة في أي مشروع عراقي، كما أن الصين أعلنت أكثر من مرة أنها جاهزة لاستعياب مصالح اي دولة وفق أولويات المصالح المشتركة المتوازنة دوليا.