حوارات في كتاب جديد لجبار البهادلي

ثقافة 2022/02/19
...

صدر حديثاً عن دار الشؤون الثقافية كتاب (الرهان على سؤال الثقافة) لجبار البهادلي، وتضمنت صفحات الكتاب مجموعة من الحوارات للفترة ما بين (2005 - 2012). تم إنجاز هذه الحوارات، بحسب المؤلف، في ظروف كان العمل الصحفي الميداني مخاطرة، بسبب تصاعد أعمال العنف من صراعات طائفية، والقتل على الهوية والاختطاف، والسيارات المفخخة. تناولت حوارات الكتاب الراهن الثقافي، والإشكاليات والتحولات التي أصابت جسد المجتمع العراقي بعد عام 2003. وتناول المحور الأول، أهم الاتجاهات الفكرية والمدارس النقدية، وكيف تعامل معها الناقد وفق وجهة نظره الخاصة، بالاعتماد على مرجعياته الثقافية والفكرية وطبيعة النص المنقود، وما يواجه الناقد من إشكاليات كبيرة عند قراءة المشهد الثقافي العراقي. وإشكاليات الحداثة والتجديد، والتصدعات البنيوية التي تعاني منها مفاهيم الثقافة العراقية، وأسباب فشل المشاريع المعرفية، وغياب حوار الثقافة.  
أما المحور الثاني فقد تناول الشعر والشعراء، وكانت الحوارات مع أربعة شعراء من مختلف الأجيال تحدثوا عن تجربة الوعي والكتابة الإبداعية، وأثر التحولات السياسية في العراق والمناهج الفكرية الوافدة، ووجهة نظر جديدة عن مفهوم القصيدة العمودية، وحديث عن قصيدة النثر ومحاولة الدخول لطفولة اللغة والهرب من التعقيد إلى تجريب العامية..
المحور الثالث، تضمن الحوار مع التجارب الجديدة لكتاب القصة والرواية، هؤلاء عايشوا الحروب وعرفوا الموت والخراب، ابتكروا أساليب جديدة في الكتابة، وقوالب تناسب الموضوعات التي أرادوا معالجتها روائيا، وقد تمكنوا من تغيير مسيرة الرواية العراقية التي كانت تعبيرا عن صوت الأيديولوجيا كما يدعون. المحور الرابع، الجمال كان ملوناً، مع الفن التشكيلي، والحديث عن التيارات والمدارس الفنية، والموروث الحضاري وأثر البيئة التي يعيش فيها الفنان، والارتقاء بالجانب الثقافي لتشكل خصوصية الفنان. التشكيليون العراقيون تأثروا بمذاهب فنية جديدة أحدثت انقلابا في الذائقة الجمالية، من حيث اللون والخطوط والأسلوب، لتحقيق رسالة جمالية. وكان المحور الخامس، لغة العالم، الإحساس المرهف، والحديث ذو شجون، عن التجارب الموسيقية والغنائية العراقية، من لحظة نهوضها فترة الخمسينيات حتى لحظة نكوصها أثر تكاثر طحالب الفن الغنائي الغث، ولا يخلو الحديث عن التجارب الموسيقية والغنائية العراقية والعربية. ويقول مؤلف الكتاب: بالرغم من ظهور وعي مغاير خلال السنوات الماضية، إلا أن الحداثة ما زالت أحادية، انحصرت اشتغالاتها في ميدان الأدب والفنون، ولم تلامس مجالات الحياة الأخرى، مثل، التعليم، والتنمية الصناعية، والمجتمع، لذلك استمرت حداثتنا ناقصة وخاملة وغير فعالة، بل هناك تراجع مخيف، لذا فإن أزمة الأسئلة في هذه الحوارات ظلت صالحة بالرغم من مرور سنوات على نشرها.