الوضع مبهم بسبب «قضايا عالقة}

قضايا عربية ودولية 2022/02/20
...

 طهران: محمد صالح صدقيان 
 
تتواصل المفاوضات النووية في فيينا، في الوقت الذي أشارت فيه المصادر إلی دخول هذه المفاوضات مرحلة حساسة وحاسمة، بعد اختراق واضح حصل في المفاوضات الأسبوع الماضي، جعل العديد من هذه المصادر تشير إلی آمال تنعقد بتوصل هذه المفاوضات لاتفاق يرضي جميع الأطراف المعنية بالملف الإيراني . 
ونشط وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان خلال تواجده حاليا في ألمانيا للمشاركة في "مؤتمر ميونيخ للأمن"، بالاتصال بنظرائه الأوروبيين والآسيويين لشرح الموقف الإيراني من المفاوضات النووية، وإمكانية التوصل لاتفاق مع المجموعة الغربية، إضافة إلی تطرقه لمواقف إيران إزاء الملفات الإقليمية، ومنها الأزمة اليمنية والتطورات في أفغانستان والأزمة الأوكرانية، إضافة إلی تطورات منطقة الشرق الأوسط . وقالت مصادر مواكبة للمفاوضات إن قضايا مهمة ما زالت عالقة لم يتم التوصل فيها لاتفاق، وإن المفاوضات مستمرة من أجل تقريب وجهات النظر بشأنها، مشيرة إلی أن هذه القضايا تحتاج إلی مواقف سياسية من الجانب الغربي . واتهمت هذه المصادر الجانب الأميركي والأوروبي بالمماطلة بعدم إعطاء تصورات واضحة للمطالب الإيرانية التي طرحتها للتوصل لاتفاق، مما يجعل كامل المفاوضات في وضع مجهول ومبهم . وكان كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري قد أعرب عن اعتقاده بأن نتائج المفاوضات إما أن تقبل بمجملها أو ترفض، في إشارة لتمرير النتائج دفعة واحدة وأنها غير قابلة للتفكيك . 
ورأت المصادر ذاتها أن مفاوضات صعبة جرت يومي الخميس والجمعة، داعية للانتظار في الأيام القادمة لمعرفة طبيعة السلوك الغربي، "وأن عدم التوصل إلی حل لبقية القضايا العالقة لا يعني أننا وصلنا إلی حل جميع القضايا المطروحة".
وقال مصطفی خوش جشم المقرب من المفاوضات لـ "الصباح" إن اختراقا مهما حصل في المفاوضات يوم الثلاثاء الماضي، بعد تراجع الجانب الأميركي والغربي عن عدد من مواقفهما السابقة المتعلقة بالعقوبات وآلية التحقق من إزالة هذه العقوبات، إضافة إلی الضمانات التي تطالب بها إيران، مشيرا إلی أن الجانب الإيراني ربما لم يستطع تحقيق كامل أهدافه حتى الآن، إلا أنه قال إن الفريق الإيراني المفاوض حقق العديد من الإنجازات لم تكن متوفرة في الجولات التفاوضية السابقة .
وقال المحلل السياسي الإيراني أمير الموسوي إن لقاءات حصلت بين مفاوضين إيرانيين وآخرين من الجانب الأمريكي، لكنه لم يتطرق لفحوی هذه اللقاءات، لكن مصادر مطلعة قالت إن تلك اللقاءات تمت خارج إطار المفاوضات النووية، وقد تركزت علی صفقة تبادل السجناء بين إيران والمجموعة الغربية، مشيرة إلی أنها جرت في إحدی العواصم الأوروبية وليس في فيينا . 
وفي هذه الأثناء يغادر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يوم غد الاثنين طهران متوجها للعاصمة القطرية الدوحة للمشاركة بأعمال القمة السادسة للدول المصدرة للغاز التي تعقد يوم الثلاثاء. وتأتي أهمية انعقاد المؤتمر في دورته الحالية من تزامنه مع التطورات التي تحدث في أوكرانيا وانعكاس تطورات هذه الأزمة علی تصدير الغاز الروسي للدول الأوروبية . وتشكل روسيا أحد الأعضاء المهمين في مجموعة الدول المصدرة للغاز .
ونقلت مصادر إيرانية أن الرئيس الإيراني سيبحث مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عملية ربط الطاقة الكهربائية بين البلدين، إذ تشكل الخطوة قاعدة مهمة لمصدر الطاقة الكهربائية في المنطقة .