وليد خالد الزيدي
مع ان بلدنا العزيز يمتلك اكثر من عاصمة زراعية، وتتعدد فيه عوامل أنماء زراعي متكامل في معظم مدنه ومحافظاته، حتى الموجودة غرب العراق يمكن ان تكون فيها اكثر من وجهة للاستثمار الزراعي، عطفا على الكثير من المقومات الطبيعية لارض العراق وخيراته التي عرف بها منذ القدم.
لكن ما يلفت النظر فعلا هو التوجه الحكومي نحو محافظة الديوانية، ودعمها لمقترحات نواب المحافظة لجعلها عاصمة زراعية للعراق، وذات بيئة ناجحة لتنمية الثروة الحيوانية، ومعالجة المشاريع المتلكئة فيها، وانعكاسات ذلك بأيجابية على عموم الاقتصاد الوطني.
لو عدنا لشيء مما تتصف به الديوانية من مقومات طبيعية لتكون مساحاتها الواسعة مناطق خضراء تعزز الواقع الزراعي في العراق بزيادة انتاج المحاصيل وتضيف مصادر عيش ونماء كثيرة لعموم ابناء الشعب، وترفد ميزانية الدولة بعائدات مالية مهمة وضرورية، ربما كانت غائبة عن انظار المعنيين في مجال الاستثمار الزراعي في البلد.
لابد من الاشارة الى جملة عناصر يمكن ان ترسم خريطة واضحة المعالم لتحقيق هذا الهدف الكبير، لو استثمرت بشكل سليم، ومنها، انها إحدى محافظات الفرات الأوسط، الغنية بالموارد المائية، ويمر فيها فرع نهر الفرات قادما من الحلة ويصب فيها ليعرف بشط الديوانية.
وهي جزء مهم من البقاع الخصبة في ارض الرافدين على مر الازمنة الى يومنا هذا، حيث اراضيها جزءاً من السهل الرسوبي الذي يتصف بشكل عام بانحداره البسيط من الشمال الغربي باتجاه الجنوب والجنوب الشرقي، فهذا الامر يعكس ناحية طبيعية جيدة وهي قلة جريان المياه فيها نحو الجنوب الامر الذي يجعلها كثيرة المياه حيث تبقى فيها اطول مدة قبل انزياحها الى الجنوب، ومنها تظهر ايضا عوامل طبيعية اخرى أهمها عملية الترسيب الفيضية لتنوع طبيعة سطحها السهلي الفيضي الذي يشغل اغلب جهاتها، والذي تكون بفعل أرسبات يجلبها نهر الفرات وفروعه خلال مواسم الفيضانات التي طغت على اراضيها، لتكون عنصر مهم في تخصيب تربتها وجعلها من بين اهم المناطق الصالحة للاستزراع واقامة المشاريع الانمائية ذات المردود الايجابي فيها.
اما امكانيات البشرية فهي عامل مشجع اخر لدفع عجلة التنمية فيها، فسكانها قارب نحو مليوني نسمة، معظمهم من فئة الشباب ذات قدرات وتوجهات عملية يافعة يمكن ان تكون لها منطلقات حيوية واعدة تفعل ما عليها لبلوغ الاهداف التي ينشدها المعنيون بالشأن التنموي في البلاد الى امام، لاسيما وان اهلها ذات طبيعة تجارية، كثير منهم يعملون في قطاعات الاقتصاد والتنمية نظرا لعراقة اسواقها مثل سوق الديوانية الكبير الذي يتفرع الى اسواق ثانوية كسوق التجار واسواق تصريف المنتجات الزراعية والحيوانية وبيع الاطعمة ومنتجات ثانوية اخرى.